تواجه أجزاء من الإكوادور انقطاعاً في التيار الكهربائي لمدة تصل إلى 13 ساعة، وسط أزمة كهرباء ناجمة عن الجفاف الذي ترك خزانات الطاقة الكهرومائية الرئيسية مستنفدة بالكامل تقريباً.
الأمر الذي أدى إلى إعلان رئيس الإكوادور دانيال نوبوا ثاني حالة طوارئ يوم السبت ولمدة شهرين بسبب أزمة الطاقة التي أدت بالفعل إلى ترشيد الاستهلاك في البلاد.
نشر نوبوا الجيش والشرطة لحراسة البنية التحتية للطاقة، وفقاً لمرسوم نشر على الموقع الإلكتروني لمكتبه، وتهدف حالة الطوارئ إلى «ضمان استمرارية الخدمة العامة للكهرباء»، بحسب المرسوم.
وتأتي أزمة الكهرباء قبل أيام من استفتاء مهم يوم الأحد سيقرر فيه الإكوادوريون ما إذا كانوا سيمنحون الضوء الأخضر لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الجريمة المنظمة في بلد يعاني من حروب عصابات دامية.
ما علاقة تغير المناخ بانقطاع الكهرباء؟
وفقاً لمعهد الأرصاد الجوية في الإكوادور، تعرضت معظم أنحاء البلاد لأمطار أقل من المتوسط في هذا الوقت من العام ما تسبب في تعرضها للجفاف، باستثناء بعض المناطق في الشمال.
وأدى الجفاف الناجم جزئياً عن ظاهرة المناخ المعروفة باسم النينيو إلى التأثير على أنشطة الإنتاج في السدود الكهرومائية، التي تنتج معظم الطاقة في الإكوادور.
وتعتمد كيتو، عاصمة الإكوادور، على محطات الطاقة الكهرومائية لتلبية احتياجات سكانها من الطاقة لكن الجفاف أدى إلى انخفاض مستويات المياه، بما في ذلك في الخزانات المستخدمة لتوليد الكهرباء.
وكانت الإكوادور وجدت نفسها في أزمة طاقة مماثلة ناجمة عن الجفاف العام الماضي في أكتوبر تشرين الثاني، عندما أبرم الرئيس السابق غييرمو لاسو صفقة مع كولومبيا لاستيراد الكهرباء.
وفي مواجهة موجة الجفاف الشديدة التي تعرضت لها، أوقفت كولومبيا هذا الأسبوع تصدير الكهرباء إلى الإكوادور.
وقال بيان حكومي إن الخزان الذي يخدم سد مزار للطاقة الكهرومائية في البلاد ظل فارغاً تماماً، في حين تبلغ مستويات التخزين في سد بوتي القريب أربعة في المئة.
فالمياه في أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في الإكوادور، كوكا كودو سنكلير، أقل بنسبة 40 في المئة من متوسطها التاريخي.
مصادر الطاقة في الإكوادور
تتميز الطاقة في الإكوادور بهيمنة قوية لإنتاج الكهرباء المنخفضة الكربون، ولا سيما الطاقة الكهرومائية.
منذ بداية عام 2023، تمثل المصادر المنخفضة الكربون ما يقرب من ثلاثة أضعاف كمية الكهرباء التي ينتجها الوقود الأحفوري، مع هيمنة قوية للطاقة الكهرومائية، إذ بلغ توليد الطاقة المنخفضة الكربون والطاقة الكهرومائية 25.89 و25.34 تيرا واط ساعة على التوالي، في حين بلغت طاقة المصادر الأحفورية 9.12 تيرا واط ساعة فقط، بينما يمثل الغاز ما يزيد قليلاً على تيرا واط ساعة من هذه الكمية.
وعلى الرغم من هذا التفاوت لصالح الطاقة الصديقة للبيئة، فإن الإكوادور لا تزال متراجعة عن المتوسط العالمي لنصيب الفرد من الاستهلاك البالغ 410 واط، وهو ما يعني ضمناً تقييداً محتملاً للنمو الصناعي ونوعية الحياة، وخاصة في المناطق الريفية، وفقاً لبيانات مركز إمبر لأبحاث الطاقة.
ووفقاً لأحدث بيان صادر عن البنك المركزي في الإكوادور، سجلت 9 قطاعات فقط من أصل 20 قطاعاً أداءً إيجابياً على أساس سنوي خلال الربع الثالث من عام 2023، من بينها نمو قطاع توفير الكهرباء والماء بنسبة 11.3 في المئة على أساس سنوي.