ارتفعت مبيعات الغاز الطبيعي المسال بغرض تزويد السفن بالوقود منذ بداية العام الجاري مدفوعة بسعره التنافسي والإمدادات الوفيرة والبنية التحتية المتطورة، وفقاً لتحليل من شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.

وسجلت مبيعات الغاز الطبيعي المسال من أجل تزويد السفن بالوقود خلال الربع الأول من 2024 نحو 1.9 مليون متر مكعب، وتُعد هذه الكميات قريبة من إجمالي الحجم المُباع بأكمله في عام 2022.

وتتوقع ريستاد إنرجي حدوث زيادة كبيرة بحلول نهاية العام الجاري، فمع الأرقام المسجلة خلال الربع الأول من العام يمكن أن تتجاوز مبيعات وقود الغاز الطبيعي المسال سبعة ملايين متر مكعب بحلول نهاية عام 2024.

وخلال العام الماضي وصل تزويد السفن بالغاز الطبيعي المسال إلى مستوى قياسي إذ بلغت الكميات المباعة 4.7 مليون متر مكعب على مستوى العالم بزيادة 62 في المئة مقارنة بعام 2022، وفقاً لبيانات ريستاد إنرجي.

وقال جونلين يو، محلل أول في ريستاد إنرجي، لـ«CNN الاقتصادية» إن السفن تستخدم الغاز الطبيعي المسال لأكثر من سبب أبرزها تقليل الانبعاثات، بجانب سعره الذي يعد أرخص من أنواع الوقود البديلة الأخرى.

ويضيف أن البنية التحتية لتزويد السفن بالغاز الطبيعي المسال موجودة بكثرة مقارنةً بأنواع الوقود البديلة الأخرى، إذ إن نحو 140 ميناء بحرياً مُجهز حول العالم بمرافق تزويد السفن بالغاز الطبيعي المسال.

وتتزود السفن بالغاز الطبيعي المسال من خلال ثلاث طرق رئيسية وهي إما من شاحنة أو خط أنابيب أو من سفينة للغاز المسال.

وتشير بيانات ريستاد إنرجي إلى أن أكثر من 2400 سفينة جاهزة للعمل بالغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم، مع طلب ألف سفينة أخرى، لم تُسلم بعد.

وبرزت ناقلات السيارات كمحرك مهم لاعتماد الغاز الطبيعي المسال في صناعة الشحن، إلى جانب سفن الحاويات.

ووفقاً للبيانات فإن أكثر من 75 في المئة من طلبات حاملات السيارات الجديدة في عام 2023 كانت لمحركات الغاز الطبيعي المسال ذات الوقود المزدوج.

الغاز المسال صديق للبيئة

ورغم التوسع في استخدام الغاز الطبيعي المسال كوقود للسفن، فإنه لا يزال يثير الجدل بشأن كونه صديقاً للبيئة من عدمه مقارنة بأنواع الوقود التقليدية، بحسب جونلين يو.

وتشير دراسة للمجلس الدولي للنقل النظيف إلى أن السفن التي تستخدم الغاز الطبيعي المسال ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون أقل بنسبة 25 في المئة تقريباً مقارنة بالوقود البحري التقليدي.

وتضيف الدراسة أنه رغم ذلك فإن الغاز الطبيعي المسال يتكون في معظمه من غاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية التي تحبس الحرارة في الغلاف الجوي.

وخلال قمة المناخ كوب 28 في دبي العام الماضي تعهد البنك الدولي بإطلاق ما لا يقل عن 15 برنامجاً في الأشهر الثمانية عشرة المقبلة لخفض ما يصل إلى عشرة ملايين طن من غاز الميثان.

ويقول جونلين يو، إنه مع تزايد اللوائح الصارمة بشأن خفض الانبعاثات سيواجه الغاز الطبيعي المسال أوقاتاً صعبة، فمع حوافز الإنتاج المختلفة ودعم السياسات الهادفة للحد من الانبعاثات ستنخفض تكاليف أنواع الوقود الأنظف الأخرى.

ويضيف أن هذا سيتسبب في تضاؤل التفاوت في الأسعار بين الغاز الطبيعي المسال وأنواع الوقود الأنظف الأخرى بمرور الوقت.

وسيكون أمام السفن المجهزة للعمل بالغاز الطبيعي المسال إمكانية استخدام الغاز الطبيعي المسال الحيوي والغاز الطبيعي المسال الاصطناعي في المستقبل، وهما أكثر نظافة.

نسبة استخدام الغاز الطبيعي المسال في صناعة الشحن

لا يعتقد جونلين يو أن الغاز الطبيعي المسال سيحل محل الوقود التقليدي ليكون الوقود الرئيسي نظراً للعدد المحدود من السفن التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال.

وبحسب بيانات ريستاد إنرجي، فإن الغاز الطبيعي المسال لا يزال كوقود بحري يمثل نسبة صغيرة جداً من إجمالي محفظة الوقود البحري، فمن بين 75 ألف سفينة نشطة في مجال الشحن البحري فإن نحو أكثر من ألفي سفينة فقط تعمل بمحركات الغاز الطبيعي المسال.

ويقول جونلين يو إنه لا يرى تفوقاً للغاز الطبيعي المسال على أنواع الوقود الأنظف الأخرى على المدى الطويل، مشيراً إلى أنه أشبه بالوقود الانتقالي بين الوقود التقليدي وأنواع الوقود النظيفة الأخرى مثل الوقود الإلكتروني والوقود الحيوي.