قال نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة أكوا باور السعودية رعد السعدي، يوم الاثنين، في تصريحات خاصة لـ«CNN الاقتصادية» على هامش اجتماعات المؤتمر الاقتصادي العالمي المنعقد بالعاصمة السعودية الرياض، إن سوق الطاقة النظيفة وتحلية المياه أصبحت سوقاً واعدة عالمياً.

وأكد السعدي توجه واهتمام الدول لتحول الطاقة، بما في ذلك وجود بيئة تشريعية إيجابية لدعم ذلك التحول، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتطوير تقنيات حديثة تحسن من الأداء التشغيلي لهذه الشركات.

وبرزت الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي باعتبارهما سوقين واعدتين في الآونة الأخيرة، خاصة في ظل تنامي التكنولوجيا التي تدعم التحول الأخضر.

وتتوزع محفظة أكوا باور على 45 في المئة طاقة نظيفة والباقي طاقة أحفورية، إذ تم خلال 7 إلى 8 سنوات تطوير محفظة الطاقة المتجددة، ومستهدف الوصول بها 50 في المئة بحلول 2030، بحسب تصريحات سابقة للرئيس التنفيذي للشؤون المالية في أكوا باور، عبدالحميد المهيدب.

ومؤخراً، وقعت أكوا باور -أكبر شركة خاصة في مجال تحلية المياه في العالم والأولى في مجال الهيدروجين الأخضر- اتفاقية شراكة مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) للتعاون من أجل تنفيذ حلول الطاقة المستدامة على نطاق عالمي.

دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة

من جانبه أكد الرئيس التنفيذي للاستدامة والمناخ في أدنوك الإماراتية، إبراهيم الزعبي، الاهتمام الذي توليه الشركة بالاستثمار في تقليل الأثر البيئي لعملياتها «إن وجد»، مضيفاً في تصريحات خاصة لـ«CNN الاقتصادية» على هامش اجتماعات المؤتمر الاقتصادي العالمي أن إدخال أحدث التقنيات والذكاء الاصطناعي في عمليات أدنوك جاء لعدة أسباب، منها «زيادة كفاءة العمليات كجزء من رؤية الشركة المستقبلية، بالإضافة إلى المردود الاقتصادي للاستثمار في هذه التكنولوجيا».

وفي مارس آذار الماضي، أعلنت «أدنوك» عن تحقيق قيمة تجارية بلغت 1.84 مليار درهم، ما يساوي 500 مليون دولار في عام 2023، من خلال نشر ودمج حلول الذكاء الاصطناعي عبر مختلف قطاعات ومجالات أعمال الشركة.

وبهدف تحقيق نقلة نوعية لتطوير وتحديث عملياتها وخفض انبعاثاتها، دمجت «أدنوك» أكثر من 30 من تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي الرائدة على مستوى القطاع في أعمالها، بما يشمل عمليات الحقول ودعم اتخاذ قرارات سريعة وذكية، وأسهمت تلك التقنيات في خفض انبعاثات عملياتها من ثاني أكسيد الكربون بما يصل إلى مليون طن خلال الفترة من 2022 إلى 2023، أي ما يعادل إزالة انبعاثات نحو مئتي ألف سيارة تعمل بالبنزين من الطريق.

وتستخدم «أدنوك» برنامج التحليلات والتشخيصات المركزية (CPAD) الذي يوظف الذكاء الاصطناعي في مرافق الاستكشاف والتطوير والإنتاج، والتكرير والتصنيع والتسويق، لمراقبة المعدات التشغيلية المهمة عن بعد، إذ حقق هذا البرنامج خفضاً كبيراً في فترات التوقف غير المخطط لها لصيانة المعدات، وتنظيم عمليات الصيانة الدورية بالتزامن مع تحسين الكفاءة التشغيلية لتمكين الشركة من إنتاج المزيد من الطاقة بأقل الانبعاثات.

ويدعم توظيف «أدنوك» للذكاء الاصطناعي طموح الشركة لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2045، والوصول إلى صافي انبعاثات قريبة من الصفر لغاز الميثان بحلول عام 2030، إذ تقوم أدوات الذكاء الاصطناعي مثل (Emission X) بجمع البيانات بشكل فوري من مئات المصادر في المواقع التشغيلية بما يسهم في تقديم تنبؤات دقيقة لمصادر الانبعاثات لمدة تصل إلى خمس سنوات قادمة، ويمكّن فرق العمل التشغيلية من اتخاذ إجراءات وقائية فعالة.

من جهتها، صنفت «براند فاينانس» شركة أدنوك في المرتبة الأولى باعتبارها العلامة التجارية الأكثر قيمة في الإمارات وفي المرتبة الثانية على مستوى الشرق الأوسط، وذلك ضمن قائمة «ميدل إيست 150» لعام 2024.

وزادت قيمة العلامة التجارية لـ«أدنوك» بنسبة 7 في المئة خلال عام 2023، لتصل إلى 15.2 مليار دولار، كما ارتفع تصنيفها إلى «AAA –»، بفضل تحسن نقاطها في مؤشر قوة العلامة التجارية لتصل إلى 80.2 نقطة، مدعومة بجهودها المستمرة لخفض الانبعاثات، وتوظيف أحدث التقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتنويع محفظة أعمالها.

وفيما يتعلق باتجاه استثمارات شركات الطاقة نحو آسيا الوسطى، قال السعدي إن أكوا باور وبعض المطورين المنافسين رأوا جاهزية بعض الدول في آسيا الوسطى فيما يخص قوة البيئة التشريعية بما يسمح بزيادة استثمار مطوري الطاقة في هذه المنطقة.

وأضاف السعدي «أعلنا مؤخراً عن مشروع لتحلية المياه في السنغال، كما ستزيد استثمارات الشركة من 14 دولة إلى 20 دولة في المنطقة».

(شاركت في الإعداد أميرة العربي)