انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الاثنين بنسب طفيفة حيث تجاهلت تحرك تحالف أوبك بلس لتمديد الخفض الكبير في إنتاج النفط حتى عام 2025.

وقد أجمع عدد من المحللين على أن قرار أوبك بلس لن يؤثر بشكل فوري أو كبير على الأسعار، بينما يهدف إلى دعم أسعار النفط العالمية لتلامس الـ90 دولاراً للبرميل خلال الشهور القادمة.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تعاملات اليوم، تسليم أغسطس آب 14 سنتاً، أو 0.2 بالمئة، إلى 80.97 دولار للبرميل عند الساعة 06:40 بتوقيت غرينتش.

وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يوليو تموز تسعة سنتات، أو 0.1 بالمئة، إلى 76.90 دولار.

وهبط خام برنت 0.6 بالمئة عند التسوية، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي واحداً بالمئة الأسبوع الماضي.

تأثير قرار أوبك بلس على أسعار النفط

وقال الشريك المؤسس لمركز أبحاث الاقتصاد البيئي ECERA، أندريه كوفاتاريو، لـ«CNN الاقتصادية»، إن قرار أوبك بلس تمديد التخفيضات حتى عام 2025، «يرسل إشارات مهمة إلى الأسواق تهدف إلى دعم الأسعار، كما أنه يشير بشكل أساسي إلى أن السوق ستكون أضيق في العام المقبل».

وأضاف كوفاتاريو، أنه ليس من المتوقع تأثر أسعار النفط بشكل فوري أو كبير أو دائم بقرار أوبك بلس، «ولكن أتوقع أن يتراوح السعر بين 85-90 دولاراً للبرميل هذا العام، وربما أعلى من 90 إذا أصبح المعروض أقل من الطلب في العرض».

وحسب الشريك المؤسس لمركز أبحاث الاقتصاد البيئي ECERA، «من الصعب التوقع بما سيحدث في العام المقبل، بعد عام 2024 المليء بالانتخابات، وفي ظل الاقتصاد العالمي الذي لا يزال غير قوي بما فيه الكفاية».

ووافق تحالف أوبك بلس خلال اجتماعه أمس على تمديد تخفيضات إمدادات النفط حتى نهاية العام المقبل، كما سيتم تمديد التخفيضات الطوعية التي يقوم بها بعض الأعضاء الرئيسيين.

كما اتفقت الدول المجتمعة على تمديد التخفيضات الطوعية الإضافية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً، التي أُعلن عنها في نوفمبر 2023، حتى نهاية سبتمبر 2024، وسيتم، بعد ذلك، إعادة كميات هذا التخفيض تدريجياً على أساس شهري، حتى نهاية سبتمبر من 2025، «بهدف دعم استقرار السوق»، وأشارت الوكالة إلى أن هذه الزيادة الشهرية «يمكن إيقافها أو عكسها، وفقاً لمستجدات السوق».

ورحب الاجتماع بتعهد كلٍ من العراق وروسيا الاتحادية وكازاخستان، بـ«تحقيق الالتزام الكامل، وإعادة تقديم خطتهم المحدّثة للتعويض، والخاصة بالتعويض عن زيادة في الإنتاج عن مستوى الإنتاج المطلوب منذ يناير من 2024، إلى الأمانة العامة لأوبك، وذلك قبل نهاية يونيو 2024».

وبدأ تحالف أوبك بلس خفض الإنتاج في نوفمبر 2022 بسبب ضعف الطلب وخاصة من الصين بعدما تراجع نمو اقتصادها بسبب جائحة كورونا، حيث قامت دول بتخفيضات طوعية أعمق من تلك المتفق عليها مع المجموعة الأوسع هي الجزائر والعراق وكازاخستان والكويت وعمان وروسيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

الطلب على النفط يتزايد

يقول شعيب بوطمين، خبير الطاقة والرئيس التنفيذي لشركة رانادريل، لـ«CNN الاقتصادية»، إن دول أوبك بلس يبدو أنها أصبحت تتمتع بنظرة عميقة لأسعار النفط، كما أنها تؤثر فيه، حيث إن الهدف أصبح واضحاً وهو استقرار السوق والأسعار، وبالتالي عدم التأثير على المشاريع التنموية الخاص بها التي تعتمد أساساً على أسعار النفط في ميزانياتها.

ويضيف بوطمين، أن قرار أوبك بلس تمديد التخفيضات على مشارف فصل الصيف سوف يجعل السوق أكثر توازناً، ما يدفع الأسعار إلى مستويات قد تقارب 90 دولاراً في الأشهر القريبة القادمة على الرغم من وجود بعض التأثيرات الجيوسياسية التي تسهم في خفض الأسعار خاصة مع تطور المفاوضات لوقف الحرب على غزة، «لا يجب أن ننسى دوماً أن ارتفاع الأسعار يسهم ويشجع منتجين خارج التحالف على رفع الإنتاج خاصة في شمال أميركا ما يسمح بضخ مزيد من النفط الخام، ما قد يسهم ولو قليلاً في وفرة المعروض، لذا ملامسة 90 دولاراً وارد لكن الأسعار مرتكزة ما بين 80 و90 دولاراً».

وحسب خبير الطاقة والرئيس التنفيذي لشركة رانادريل، فإن الطلب على النفط والغاز يزيد في الربع الثالث نتيجة عطلة الصيف، «كما أن الطلب كذلك على الغاز الطبيعي يستمر في الارتفاع خاصة في الدول التي تصطدم بدرجات حرارة مرتفعة وتحتاج إلى وسائل التبريد التي تعتمد على الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، كما أن دخول دول الاتحاد الأوروبي في مرحلة التخزين قريباً سوف يزيد من الطلب على الغاز».

ويقول راجات كابور، مدير شؤون النفط والغاز في شركة سينرجي للاستشارات، في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، إن قرار مجموعة أوبك «يبدو بمثابة اعتراف ضمني بأن الطلب العالمي على الخام لا يزال غير مؤكد، وذلك على الرغم من أن أجزاء من آسيا الناشئة، وخاصة الهند، ستشهد نمواً قوياً في الطلب، وهذا لا يبدو كافياً لدعم السوق وسط تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي».

وأضاف كابور، أن قرار التمديد يعزز الشعور العام بالطلب البطيء على النفط الخام في جميع أنحاء العالم، «إلا أنه يبدو أن خطة أوبك لمراجعة تخفيضات الإنتاج الطوعية في الربع الثالث من هذا العام، والسماح لبعض الأعضاء مثل الإمارات العربية المتحدة بزيادة الإنتاج، تشير إلى أن المجموعة ترى بشكل إيجابي زيادة في الطلب في النصف الثاني من هذا العام».

ووافق التحالف على هدف إنتاج جديد لدولة الإمارات العربية المتحدة يبلغ 3.519 مليون برميل يومياً في 2025 ارتفاعاً من 2.9 مليون برميل يومياً الآن.

وستضخ أوبك بلس 39.725 مليون برميل يومياً في 2025 بما يشمل هدف الإمارات الجديد.

وتوقع مدير شؤون النفط والغاز في شركة سينرجي للاستشارات أن ينمو استهلاك النفط بسبب مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك بداية موسم القيادة الصيفي في الغرب، ونمو الاقتصاد الهندي الذي من المتوقع أن يصل إلى 8.2 في المئة في 2023/24، واستئناف عمليات التكرير العادية في الصين بعد ذلك.