في إطار توسع شراكات الإمارات ومشاريعها في آسيا، من الصين إلى اليابان وصولاً إلى الهند وسنغافورة، تلتزم شركة أبوظبي الوطنية للنفط أدنوك بكل فروعها، ومنها أدنوك للإمداد والخدمات، بهذه السياسة.
وقال الرئيس التنفيذي لأدنوك للإمداد والخدمات القبطان عبدالكريم المصعبي إن الشركة ملتزمة باستراتيجية التوسع في آسيا كما في أي سوق تتماشى مع معاييرها وذات قيمة مضافة لها.
وأكد المصعبي أن الشركة تمكنت من تخطي التحديات الجيوسياسية التي فرضتها التطورات في المنطقة، والتي ضغطت على قطاع الشحن، مثنياً على التزامها برؤية الإمارات المستدامة والتكنولوجية، خاصة بعد مؤتمر الأطراف كوب 28، وتحول الدولة من مستوردة للذكاء الاصطناعي إلى منتجة له.
وأضاف المصعبي، في مقابلة خاصة مع CNN الاقتصادية، أن الأسواق الآسيوية من أكبر الأسواق التي تستهدفها أدنوك للإمداد والخدمات مواءمة مع استهداف الإمارات لهذه الأسواق الواعدة، ويتابع المصعبي قائلاً إن شركاء الشركة سواء في الصين أو الهند أو اليابان من أكبر الشركاء الاستراتيجيين.
استراتيجية أدنوك للإمداد والخدمات التوسعية
وأوضح المصعبي أن استراتيجية النمو الطموحة التي أعلنت عنها الشركة في 2023، والتي استهدفت 5 مليارات دولار، والاستحواذات التي بلغت ما يقارب الـ5 مليارات دولار في الأشهر الماضية، والتي تهدف إلى توسيع الخدمات للعملاء خارج أدنوك وداخلها، وتقديم الخدمات للعملاء الموجودين في المنطقة وفي السعودية وقطر كما التوسع على القطاع العالمي، والتي تضع الشركة على الخارطة العالمية كأكبر شركة شحن مزودة بأساطيل الشحن، والتي ستعزز وجود الشركة في أكثر من 15 مدينة في 5 قارات حول العالم وخدمة 100 عميل بالعالم.
وأضاف المصعبي أن الصفقة الأولى بالنسبة للشركة كانت استراتيجية لخلق شركة جديدة تدعى آي دبليو شيبينغ مع الشركاء في الصين حيث يلعب اليوان دوراً في الصناعات الكيميائية، واستهدفت الشركة شركة جديدة تقوم بخدمة العملاء وأضافت ست سفن للغاز.
وتابع المصعبي أن أدنوك للإمداد والخدمات أضافت منذ شهر تسع ناقلات غاز إيثان و4 ناقلات للأمونيا، موضحاً أن الصين (وسط توقعات بأن يلامس النمو الاقتصادي 5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي) والهند (وسط توقعات بأن يلامس النمو 6.8 في المئة) تشكلان سوقين هامتين، كما أن هذين البلدين يشكلان أكبر كثافة سكانية في العالم، التي شكلت للشركة عنصراً استثمارياً مهماً.
وأضاف المصعبي أن استحواذ الشركة على شركات في سنغافورة والصين واليابان سيسمح لها بفتح المكاتب بعد حصولها على الموافقات المطلوبة.
ويؤكد المصعبي أن توسعات الشركة تعتمد على الفرص التي تتماشى مع استراتيجيتها، لذا على الرغم من أن النمو الأكبر في العالم لا يزال في آسيا، فإن ذلك لا يمنع الشركة من التوسع أيضاً في أسواق أخرى مثل الأسواق الإفريقية.
وعقب المصعبي قائلاً إن الولايات المتحدة اليوم من أكبر مصدري النفط والغاز في العالم، وهو عنصر جديد في السنوات العشر الأخيرة، مؤكداً أن الفرص هي التي تملي وجهة الاستثمار مهما كانت، مضيفاً أن الشركة عالمية وموجودة في كل القارات لتخدمها على حد سواء.
مرونة الشركة والتصدي للتحديات الجيوسياسية
ورغم التطورات الجيوسياسية في المنطقة التي خلقتها حرب غزة التي زادت الضغوطات على قطاع الشحن بعد اضطرابات البحر الأحمر، تمكنت أدنوك للإمداد والخدمات من التصدي للتحديات المستجدة.
وفي هذا الإطار أكد المصعبي أن قطاع الشحن بدأ يعود إلى طبيعته وسفن الشحن والشركات التي تمتلكها بدأت تعتاد على طريق رأس الرجاء الصالح.
وأشار المصعبي إلى أن أدنوك للإمداد والخدمات تهتم بشكل أساسي بسلامة موظفيها وبضائعها وزبائنها.
ويتمنى المصعبي أن تعود الأمور إلى حالها الطبيعي بأسرع وقت، لكنه يؤكد أن الشركة تمتع بالمرونة، ما سمح لها بأن تتخطى العقبات وأن تعتاد عليها، معقباً أن تنوع مصادر الدخل يسمح للقطاعات كافة بمساندة بعضها في حال زيادة التحديات.
الاستدامة والذكاء الاصطناعي
وفي إطار اتباع الشركة مستهدفاتها المستدامة بحلول عام 2045 والطروحات التي تزايدت بعد كوب 28، وفي ظل اتباعها رؤية الإمارات التي تحولت في عام 2023 لدولة منتجة للذكاء الاصطناعي، قال المصعبي إن الشركة ملتزمة برؤية أدنوك المستدامة لعام 2045 التي تستهدف الحياد الكربوني، وإنها تتبع سياسات تسهم في تخفيض الانبعاثات الكربونية.
وتابع المصعبي أن الشركة تستثمر بالسفن التي تعتمد على الوقود المزدوج لتخفيض الانبعاثات الكربونية، مشيراً إلى أن الشركة تمكنت من تخفيض الانبعاثات الكربونية بنسبة 24 في المئة من عام 2020 حتى اليوم.
وأضاف المصعبي أن الشركة تستخدم نظام الـsmart eye ونظام smart ship لتحفيز استخدام الذكاء الاصطناعي، ما يقلل التكاليف التشغيلية بشكل مستدام ويخدم العملاء بشكل أفضل.
ثقافة الشركة تحفز نمو الأرباح
ومع تحقيق الشركة زيادة على مستوى الإيرادات والأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنسبة 42 في المئة، مع زيادة بنسبة 31 في المئة على مستوى صافي الأرباح على أساس سنوي في النصف الأول من عام 2024، والإعلان عن تسريع تنفيذ استراتيجيتها للنمو التحويلي، وتستهدف تنفيذ استثمارات استراتيجية ذات قيمة تراكمية تزيد على 18.4 مليار درهم إماراتي (5 مليارات دولار أميركي) بحلول عام 2028، يؤكد المصعبي أن نتائج الربع الثاني كانت قوية وممتازة وحققت نسبة نمو كبيرة للشركة، وذلك مع انضمام سفن جديدة إلى أسطول النفط الخام.
وفي إطار الحديث عن تجربة الرئيس التنفيذي الشخصية وكيفية انعكاس ثقافة تحفيز العنصر البشري على نمو النتائج، أوضح المصعبي أن تجربته كبحار لمدة 12 سنة وسفره إلى بلدان في مناطق جغرافية متعددة تمتد من الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا وغيرها، تسمح له بالشعور بكل الموظفين والبحارة الذي ينقطعون عن العالم لمدة أشهر سعياً لنجاح الشركة، كما يختم المصعبي بضرورة الاهتمام بكل الكوادر البشرية ووضعها في أولوية الشركات بهدف النجاح.