ارتفعت أسعار الطاقة ارتفاعاً حاداً خلال العام الماضي نتيجة التغيرات الجيوسياسية وحرب غزة التي خلقت اضطرابات البحر الأحمر، وقد أضيفت هذه التحديات إلى قائمة طويلة من التحديات التي يعاني منها العالم منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022 التي ضغطت بشكل كبير على سلاسل الإمداد العالمية، وفيما تظل الأعين على مستقبل الأسعار، يصعب التنبؤ بتقلباتها.
تنبؤات مستقبل أسعار الطاقة
وفيما تتوجه الأنظار إلى أسعار الطاقة التي شهدت تقلبات حادة هذا العام قال رئيس قسم الطاقة في المنتدى الاقتصادي العالمي روبرتو بوكا في مقابلة مع CNN الاقتصادية: إن التنبؤ بأسعار الطاقة هو هدف دائم للمتداولين وإن الأسعار لا تتأثر بالأوضاع الجيوسياسية فحسب، إنما هناك كيفية توازن للعرض والطلب.
وأضاف بوكا أن أسعار الطاقة اليوم أكثر تعقيداً مما كانت عليه في الماضي نتيجة التقلبات الجيوسياسية، مؤكداً أن مستقبل الأسعار يظل رهينة قرارات أوبك+ ووكالة الطاقة الدولية.
العالم يتحرك ببطء نحو الاستدامة
أما في ما يخص التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة، فقد قال بوكا إن العالم يحتاج إلى المزيد من الجهود لتسريع عملية تحول الطاقة.
وأوضح بوكا أن النظر في تسريع الطاقة النظيفة والكهرباء مهم جداً لإزالة الكربون من نظام الطاقة الحالي، كما إزالة الانبعاثات من نظام الطاقة الراهن وتعزيز الكفاءة الطاقية.
ويؤكد بوكا أن الصين قطعت شوطاً كبيراً في مساعدة العالم في التحول في مجال الطاقة في العام الماضي، تمكنت من تبوُّؤ مركز مهم عالمي في مجال الاستثمارات الخضراء وقد انتقلت في السنوات القليلة الماضية من المرتبة 80 أو أكثر لتكون بين العشرين الأولى.
مستقبل أمن الطاقة
وفي ما يخص مستقبل أمن الطاقة، قال بوكا إن علينا أن نتذكر أن هناك فرقاً كبيراً بين الألواح الشمسية وبرميل النفط، وأن هذا التحول هو مفيد اقتصادياً، مشيراً إلى أن الألواح الشمسية تخدم المستهلك 30 أو 40 عاماً فيما برميل النفط يمكن استخدامه لفترة محدودة.
وأكّد بوكا أن هذه الاستخدامات ستؤثر على مصاريف الأفراد في المستقبل، ويتابع بوكا أن علينا بناء سلسلة توريد خاصة للتمكن من التأقلم مع نظام الطاقة في المستقبل.
وقال بوكا إن البلدان التي لم تمتلك القدرة المالية، خسرت ولم تتمكن من الوصول إلى الطاقة أو لم تتمكن من الوصول إلى الطاقة إلا بشكل متواضع للغاية.