كتبت- أنا كوبان (CNN)

من المتوقع أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى أعلى مستوياته على الإطلاق هذا العام، بدعم من إعادة فتح الصين اقتصادها سريعاً، وقد يرتفع الطلب على النفط بنحو 1.9 مليون برميل يومياً، ليصل إلى مستوى قياسي يبلغ 101.7 مليون برميل يومياً، وفقاً لأحدث تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وقالت الوكالة في تقريرها الشهري، الصادر يوم الأربعاء، إن الصين ستقود ما يقرب من نصف النمو في الطلب العالمي على النفط، بعدما بدأت بيجين في التخلي عن سياسة (صفر-كوفيد) المتشددة في ديسمبر كانون الأول، ما يمهد الطريق لانتعاش حركة السفر والتجارة والأنشطة الاقتصادية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

يتوقع معظم الاقتصاديين أن يظل تباطؤ النمو خلال الربع الأول من عام 2023، قبل أن ينتعش خلال بقية العام، ومن المتوقع أن يؤدي انتعاش الطلب على النفط في الصين إلى ضيق الإمدادات في سوق النفط العالمية، التي تعاني بالفعل من تأثير العقوبات الغربية على النفط الروسي.

أسعار النفط

انخفضت أسعار خام برنت -الخام القياسي العالمي- العام الماضي، بعد أن وصلت إلى أعلى مستوياتها خلال 14 عاماً عند 139 دولاراً للبرميل في أوائل مارس آذار بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وعادت الأسعار للانتعاش مرة أخرى في ديسمبر كانون الأول، وقفزت خلال تعاملات الأربعاء بنسبة 1.7 في المئة.

ولا يزال من غير الواضح حتى الآن مستقبل أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، وقالت وكالة الطاقة الدولية إن هناك حالة من عدم اليقين بشأن توقعاتها، فعلى الرغم من الانخفاض المتوقع في الإمدادات الروسية، فإن مخزونات النفط العالمية عند أعلى مستوياتها منذ أكتوبر تشرين الأول 2021.

وأضافت الوكالة أن ارتفاع الطلب على السيارات الكهربائية وجهود الدول لتصبح أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، يمكن أن يساعدا في تخفيف الطلب على النفط، وهي إجراءات حيوية في سوق يعاني ضيق الإمدادات.

الركود الاقتصادي

تأتي توقعات الوكالة الدولية للطاقة في وقت يسيطر فيه التفاؤل الحذر على قادة الأعمال بشأن قدرة العالم على تجاوز عتبة ركود اقتصادي محتمل في عام 2023، بعد أشهر من التوقعات القاتمة عن الآفاق الاقتصادية.

يرجع ذلك في جانب كبير منه إلى الصين، التي من المتوقع أن تساعد إعادة فتح اقتصادها في إنعاش موجة من الإنفاق الذي يمكن أن يعوض الضعف الاقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا.

في وقت سابق هذا الشهر، قال صندوق النقد الدولي إن نحو ثلث الاقتصاد العالمي من المحتمل أن يغرق في موجة ركود جديدة.