يمكن أن يقع المسافرون حتى ذوو الخبرة في حيرة من أمرهم عندما يتعلق الأمر بعادات وأصول دفع البقشيش في مختلف البلدان، يتحول البقشيش في بعض البلدان إلى واقعة محرجة.

تحدثت «سي إن إن ترافيل» إلى عددٍ من خبراء آداب السلوك السفر، لمعرفة ما هو متوقع بشكلٍ عام في وجهات سفر شهيرة، ومساعدة المسافرين على إيجاد وسائل، لجعل البقشيش أكثر وضوحاً وأقل إرهاقاً.

البقشيش في آسيا وأستراليا

وصف توم مارشانت، المالك والمؤسس المشارك في شركة السفر الفاخرة «بلاك توماتو»، لـ«سي إن إن ترافيل» مسألة دفع بقشيش بالحساسة.

وقال مارشانت «في آسيا عليك أولاً أن تميّز ما إذا كان يجب عليك دفع أي إكرامية».

وأوضحت ماريان باركر، خبيرة آداب السلوك، أنه في بلدان مثل اليابان وكوريا الجنوبية، لا تقبل الإكرامية، ومن الضروري الامتناع عن ترك أي بقشيش.

وقالت باركر «ليس جزءاً من ثقافتهم، ويُنظر إليه على أنه فعل وقح إلى حدٍ ما».

ولفت نيك لايتن الذي يستضيف بودكاست أسبوعياً حول سلوكيات السفر إلى أن تايوان من الدول التي لا تجد فيها ثقافة دفع بقشيش.

في المقابل تدفع الإكرامية في المطاعم بالصين قبل تقديم الوجبات.

وفي تايلاند البقشيش «ليس جزءاً متأصلاً في الثقافة التايلاندية، ونادراً ما يدفعه السكان المحليون على الرغم من أنه أصبح أكثر شيوعاً».

في أستراليا ونيوزلندا دفع البقشيش ليس شائعاً على الرغم من أن نسبة عشرة في المئة من قيمة الفاتورة تُدفع في المطاعم الراقية.

الإكرامية أمر معتاد في الهند تُدفع في كل الأماكن والظروف.

تايلاند

الإكراميات في أوروبا

وصفت «رو»، التي احتفلت بعيد ميلادها الستين في جولة أخذتها إلى تسع دول أوروبية عام 2022 عادات دفع إكرامية بالفوضوية.

وقالت «رو»، «انتهت القواعد القديمة، ولا أحد متأكد حقاً من ماهية القواعد الجديدة التي تأثرت بالزحف المستمر للثقافة الأميركية التي تسيطر على العالم، وسفر المزيد من الأمريكيين إلى الخارج، والوباء والتكنولوجيا».

إليكم بعض النصائح الحديثة حول عدد قليل من الوجهات الأوروبية، إذ قد تتم بالفعل إضافة رسوم الخدمة والإكراميات إلى الفاتورة.

في إسبانيا البقشيش ليس شائعاً ونادراً ما يمارسه السكان المحليون، ولكن يوصى بدفع مبلغ 2 أو3 يوروهات في المطاعم والحانات الشعبية وبين 5 و10 في المئة من إجمالي الفاتورة في أماكن أكثر رقياً.

ثقافة البقشيش أقل انتشاراً في صقلية من الولايات المتحدة وأكثر استرخاءً من روما، فهي غير متوقعة ولا يتم السعي وراءها.

في المملكة المتحدة، تعد الإكرامية بنسبة 10 إلى 15 في المئة أمراً معتاداً إذا كنت راضياً عن الخدمة.

ووفق موقع Scottish Tours أصبح من الشائع الآن إضافة المطاعم رسوم خدمة تقديرية بنسبة 12.5 في المئة إلى الفاتورة، لذلك ينصح بالتحقق قبل المبادرة وترك أي بقشيش.

في فرنسا، الإكرامية ليست إلزامية، لكنها «مفاجأة سارة»، وفي أوروبا الشرقية البقشيش أمر متوقع.

في الدول الاسكندنافية، البقشيش ليس إلزامياً، ولكنه أمر معتاد ويحظى بتقدير كبير من قِبل المرشدين والسائقين والعاملين في المطاعم.

صدمات ثقافية في أميركا الشمالية

قد يتعرض زوار الولايات المتحدة لبعض الصدمات الثقافية.

لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية رأي مثير للاهتمام بشأن البقشيش في الولايات المتحدة، فقد رأت أن «أي شيء يتحرك في مجال السفر في الولايات المتحدة يرتبط بالإكرامية، إذ إن الحد الأدنى المقترح للبقشيش 15 في المئة لسائقي سيارات الأجرة، وما لا يقل عن دولار واحد للساقي في البار أو الحانة وذلك عن كل مشروب و18 في المئة في المطاعم».

في أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة أصبح 20 في المئة من قيمة الفاتورة أمراً مألوفاً، وقد بدأ العديد من الأميركيين زيادة البقشيش منذ جائحة كورونا.

أما عن دفع البقشيش للحصول على قهوة في خدمة «الكاونتر»، فاقترحت صحيفة «الإندبندنت» عدم الخضوع للضغوط واختيار «لا بقشيش» على شاشة الدفع.

بشكلٍ عام تقع عادات دفع إكرامية في كندا والمكسيك بين أوروبا والولايات المتحدة، ويمكن دفع 15 في المئة من قيمة فاتورة المطعم مقابل الخدمة الجيدة.

جنوب افريقيا

الإكرامية في وجهات أخرى

في إفريقيا تختلف عادات البقشيش بحسب الوجهة والمكان، فإذا كنت على سبيل المثال تعيش في معسكر سفاري متطور حيث يكون المرشدون، ففكر في دفع بقشيش بين 20 إلى 50 دولاراً أميركياً في اليوم.

وعند زيارة أميركا الوسطى والجنوبية يفضّل ترك بقشيش من العملة المحلية لأن تبديل العملات ليس متاحاً بسهولة ويمكن أن يكون مكلفاً.

في بيرو على وجه التحديد، عادةً ما يتم دفع إكرامية إلى المرشدين والسائقين بنسبة 10 في المئة تقريباً من مجمل الفاتورة.

زارت جين سيكاريلي وهي مسافرة دائمة ومديرة الاستراتيجيات والتحليلات الرقمية في أتلانتا، بزيارة إلى تشيلي وبنما في عام 2023.

ولاحظت أن تشيلي وبنما الواقعتين في أميركا اللاتينية تقدّمان مثالاً آخر على كيف يمكن أن تكون لدولتين تقعان في المنطقة عينها ثقافات مختلفة.

ففي تشيلي، تتم عادةً إضافة رسوم خدمة بنسبة 10 في المئة إلى الفاتورة، أمّا في بنما فلا تتم عادةً إضافة رسوم خدمة المطعم، ولكن عليك من باب الكياسة والعادة ترك إكرامية 10 في المئة من قيمة الفاتورة.