احتلت مصر المرتبة التاسعة في القائمة التي أعدها موقع «Travel Awaits» المتخصص في شؤون السفر والسياحة، والذي يضم أكثر من 17 وجهة سياحية للسفر حول العالم خلال عام 2023، وذلك بحسب حجوزات السفر لهذا العام مع منظمي الرحلات السياحية الدوليين.

ووفقاً لوزارة السياحة والآثار المصرية وعدة مواقع رسمية على الإنترنت، صُنفت مصر من أهم 10 وجهات سياحية يجب زيارتها في عام 2023.

وتعد السياحية البيئية من أهم ما يميز مصر إذ تحتوي على 30 محمية طبيعية بنسبة تزيد على 15 في المئة من إجمالي مساحة مصر، وفقاً لوزارة السياحة المصرية.

تشير السياحة البيئية عموماً إلى أماكن الإقامة منخفضة الكربون مثل النزل البيئية والتخييم التي تقع في العديد من المحميات الطبيعية في البلاد.

وتحتوي مصر على بعض النُزل التي تروج للسياحة البيئية وتتبع سبل مستدامة مثل مخيم «بساطة» وهو أحد أقدم النُزل البيئية والمعسكرات في سيناء.

تعني السياحة البيئية المستدامة بالنسبة لهذا المكان، استخدام المياه العذبة باعتدال، وفرز القمامة، والمشاركة مع المجتمع المحلي، كما تُستخدم المياه المالحة للمراحيض وأنشطة التنظيف والمياه العذبة للاستحمام، فضلاً عن مخلفات الطعام التي يذهب جزء منها إلى تغذية الماشية وأي بقايا أخرى تُستخدم لتصنيع طوب اللبن في الموقع، والذي يستخدمونه لبناء هياكل جديدة في بناء المكان.

أيضاً يوجد إيكولودج «أدرير أملال» الفاخر في سيوة، التي تعد من أهم الواحات المصرية ضمن كنوز مصر المحمية، وعلى الرغم من اختلاف المقومات لهذا المكان عن النزل البيئية التي تتسم بالبساطة، فهذا الفندق الفاخر يتبع الفلسفة الإرشادية نفسها، إذ تعتمد أي وجهة سفر مستدامة من ثلاث ركائز رئيسية، وهي احترام التراث الطبيعي، وإحياء التراث الثقافي، وإشراك المجتمع المحلي في الحفاظ على التراث، وذلك وفقاً لقول مؤسس الفندق منير نعمة الله، في أحد اللقاءات الصحفية السابقة.

وتشير الأرقام الرسمية إلى تقدير متزايد لجمال مصر الطبيعي، فقد زار نحو 1.1 مليون سائح المناطق المحمية بين عامي 2018 و2021، وهو رقم أكبر بخمس مرات مما توقعته وزارة البيئة في السنة المالية 2019-2020.

وقال وزير السياحة والآثار أحمد عيسى، إن مصر استقبلت 11.7 مليون سائح في عام 2022 ارتفاعاً من ثمانية ملايين في عام 2021، بزيادة قدرها 46.2 في المئة، ومن المتوقع أن يزداد عدد زوار مصر بنسبة 28 في المئة هذا العام إلى 15 مليوناً وفقاً لوزارة السياحة والآثار المصرية.

يعد قطاع السياحة، أحد القطاعات الاقتصادية الرائدة في البلاد، إذ أسهم في ارتفاع مصادر العملات الأجنبية الرئيسية في مصر خلال الفترة الأخيرة.

وتستهدف مصر استثمارات سياحية بقيمة 7.4 مليار جنيه في العام المالي 2022/2023، مقابل 6.2 مليار جنيه في العام المالي 2021/2022، بحسب بيان صادر عن وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية.

ويبلغ متوسط عدد الزائرين للمحميات الطبيعية في العام الواحد نحو 800 ألف زائر، وقالت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد إن «المحميات الطبيعية حققت 65 مليون جنيه أرباحاً عام 2022».

وترويجاً للسياحة البيئية في مصر ومع انتشار أهمية واستخدام التكنولوجيا الرقمية حول العالم، أطلقت وزارة السياحة المصرية بالتعاون مع وزارة البيئة المصرية ومنظمة الأمم المتحدة حملة «إيكو إيجيبت»، والتي تدعم السياحة البيئية المستدامة عن طريق سياحة الواقع الافتراضي التي تمكن السياح من زيارة المحميات والتمتع بتجربة فريدة افتراضياً.

وقال البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة على موقعه الرسمي، «بتطبيق خبرتنا في مجالات التنوع البيولوجي والمناطق المحمية والسياحة البيئية، عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن كثب مع وزارة البيئة لترقية المناطق المحمية لتصبح مواقع للسياحة البيئية على مستوى عالمي».

تهدف تكنولوجيا الواقع الافتراضي إلى جلب التجربة الكاملة للتمتع بزيارة المحميات الطبيعية مع الحفاظ على بيئة هذه المناطق، وتقليل آثار السياحة الجماعية على هذه البيئة الحساسة.

وسيؤدي استخدام محاكاة الواقع الافتراضي إلى زيادة جاذبية هذه الوجهات، وسيكون له تأثير إيجابي طويل المدى على جهود الحفظ، وتعزيز سبل العيش المحلية والكائنات المحمية النادرة.