عادةً ما تشهد أسعار الغرف في الفنادق انخفاضاً خلال شهر رمضان، خاصة في الدول العربية، ما يؤدي إلى تراجع أرباح الفنادق بسبب قلة عدد الزوار.. ومع ذلك، فاجأت أسعار الغرف الفندقية هذا العام الجميع، إذ لم تشهد انخفاضاً ملحوظاً كالمعتاد، خاصةً في الفنادق في دول الخليج التي حافظت على مستويات أسعارها المعتادة.

ويقول موريتز فرينجز، مساعد المدير التنفيذي للمبيعات والتسويق في فنادق جراند حياة دبي، «لم نشهد تغييراً في معدلات الإشغال، إنه شهر مثل أي شهر عمل آخر».

وقال فنسنت ميكوليس، مدير أسكوت الإداري لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا والهند، إنه في فنادق أسكوت في المملكة العربية السعودية خاصة، كانت معدلات الإشغال صحية للغاية، وربما أعلى من نسبة إشغال فنادق أخرى، وقال ميكوليس «في الوقت الحالي، يبلغ معدل الإشغال في فندق أسكوت في الرياض نحو 65 إلى 70 في المئة».

بالتالي نسبة الأرباح إما لم تتغير أو تقلصت بين 20 و30 في المئة وهي نسبة طفيفة جداً وتدل على تحسن كبير في الإقبال على الفنادق مقارنة بالأعوام الماضية، وفقاً لمشغلي الفنادق الذين تحدثت معهم «CNN الاقتصادية».

ووفقاً لشركة إس تي آر لأبحاث الفنادق، فإن نسب إشغال الفنادق خلال شهر رمضان كانت تنخفض بنسب تصل إلى 60 في المئة.

وقال سيغفريد نيرهاوس، وهو نائب الرئيس ورئيس قسم التطوير في الشرق الأوسط والهند وإفريقيا في إيتش ورلد إنترناشيونال، «نحن نحقق إيرادات أقل بنسبة 20% ولكن هذا ليس انخفاضاً كبيراً».

أما بحسب شريف أبو المجد، وهو مدير عام مجموعة فنادق ومساكن شتيجنبرجر، فإن إشغال غرف الفنادق انخفض بنسبة 30 في المئة خلال شهر رمضان.

أسباب الظاهرة الجديدة

وفقاً لنيرهاوس، فإن شهر رمضان هذا العام ممتد من مارس آذار إلى أبريل نيسان، و«هي في الواقع أشهر عمل جيدة جداً في دول مجلس التعاون الخليجي، وتقع ضمن واحد من أفضل الفصول في العام، وبالتالي لم يكن الانخفاض في أعداد الزوار بالحجم الذي كانت تشهده الفنادق كل عام».

وأضاف «ما رأيناه وشهدناه أن العملاء القادمين بغرض الترفيه من أوروبا والهند حلّوا محل العملاء القادمين بغرض العمل».

أما فرينجز فقال، «تزامن حلول شهر رمضان مع العطل المدرسية ليس محلياً فحسب، بل دولياً كذلك، وهذا يعني أن لدينا الكثير من الطلب هذا العام من أسواق مثل ألمانيا، على سبيل المثال، والمملكة المتحدة، الكثير من العائلات تأتي الآن إلى الإمارات العربية المتحدة ودبي».

ومن الدوحة، قال أبو المجد إن نسبة إشغال الفنادق هذا العام في شهر رمضان ارتفعت مقارنة بالأعوام الماضية ووفقاً له، يرجع السبب إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة القطرية لإنعاش السياحة.

وأضاف أن نسبة الإشغال في النصف الأول من هذا الشهر القمري كانت مثلي الفترة نفسها من العام الماضي.

الإفطار يجلب الإيرادات

ويقول مشغلو الفنادق إن صالات الإفطار تشهد زخماً كبيراً وتُحجز بالكامل ابتداءً من الأسبوعِ الثاني من رمضان.

وقال فرينجز إنه من بداية الأسبوع الثاني من رمضان «يمكننا استيعاب ما يصل إلى 800 شخص في تلك المساحة، وهو ما يعني أن المساحة تكون محجوزة بالكامل».

وأضاف أبو المجد أن إيرادات مطاعم الفنادق التي يشرف عليها زادت بنسبة 100 في المئة في هذا الشهر.

وتأتي معظم إيرادات الفنادق خلال شهرِ رمضان من الإنفاق الكبير على الإفطارِ، أما السحور فيدر دخلاً أقل.

وشهدت أسكوت في عقاراتها السعودية زيادة في الإيرادات بنحو 40% ويمكن أن تصل إلى 50% تأتي من الإفطار مقارنة بالسحور، بحسب ميكوليس.

وقال نيرهاوس «أعتقد أن وقت الإفطار يتضمن الكثير من الفعاليات، لذا تقوم الشركات بدعوة موظفيها لتناول الإفطار معاً، بدلاً من السحور، حيث يحتفلون معاً على الإفطار.. السحور وجبة تجذب الأصدقاء وتجمع العائلة، لذا فإن الإفطار أكثر إدراراً للدخل».

أسعار قوائم الطعام ترتفع

بعض الفنادق ترفع أسعار الوجبات في شهر رمضان لتستفيد من الإقبال الشديد عليها، ولكن نيرهاوس قال إن إيتش ورلد لا تتبع هذه الاستراتيجية لتشجع الزوار على القدوم إليها.

قال ميكوليس إن متوسط فاتورة الحساب في أسكوت، خاصة وقت الإفطار، أعلى «لأننا نميل إلى تحسين أسعار البوفيه، وبالتالي فإن متوسط الفاتورة يكون أعلى بنسبة 15% أثناء الإفطار».

يؤكد أبو المجد أن أسعار قوائم الطعام تزيد خلال شهر رمضان وذلك لأن مائدة الطعام تكون أكبر وأكثر تكلفة للفنادق، وأضاف أن متوسط سعر الإفطار في الدوحة يتراوح بين 250 و500 ريال قطري في الفنادق الفاخرة في هذه الفترة.

وعلى الرغم من أنَ أسعار الأطعمة ترتفع خلال هذا الشهر فإنَّ كمية الأكل التي تنتج تزيد على أربعة أضعاف، وفقاً للفنادق التي تحدثت معها «CNN الاقتصادية»، فالصائم يفضل إنفاق أموال أكثر للاستمتاعِ بالفطورِ وسط الأجواء الرمضانية التي تقدمها الفنادق على أن ينفق الأقل ويتناول الطعام في مطعم عادي حيث لا توجد مرافق ترفيهية.