بعيداً عن السجاد الأحمر الذي يستقبل نجوم مهرجان الجونة السينمائي، يسعى العشرات من صناع السينما إلى فرصة إنتاج أفلامهم، يحاول هؤلاء الفنانون رسم وجه آخر للمهرجان، بعيداً عن الأسماء الكبيرة في عالم السينما العربية.

تحديات التمويل لصنّاع الأفلام

شروق هلال، فنانة تشكيلية مصرية، انتقلت من عالم النحت إلى الإخراج السينمائي قبل ثلاث سنوات، على الرغم من أن ميزانيات أفلامها القصيرة ليست كبيرة، فإن رحلتها للحصول على التمويل اللازم كانت صعبة، وفي حديثها مع (CNN الاقتصادية) في الباحة الرئيسية لعرض أفلام المهرجان أكدت هلال أن الفيلم الأول يعد بمثابة بطاقة مرور للمخرج، ومع ذلك فإن الحصول على التمويل يمثل تحدياً كبيراً، حيث إن عدد المنح محدود وعدد المتقدمين لها كبير للغاية، ما يجعل المنافسة شديدة، ليس فقط من مصر، بل من جميع دول المنطقة العربية.

قصص نجاح وتجارب فريدة

سارة بن حسن، منتجة تونسية، حضرت المهرجان لتقديم فيلم «بماء العين» التونسي، يمتد الفيلم الروائي الطويل إلى 226 دقيقة، وقد حصلت مخرجته مريم جعبر على 140 ألف يورو لإنتاجه، وتشير بن حسن في لقائها مع (CNN الاقتصادية) إلى أن المخرجين لا يمكنهم دخول عالم السينما من خلال الأفلام الطويلة، حيث إن الأفلام القصيرة تعتبر بمثابة بطاقة تعريف لهم أمام المنتجين وصنّاع السينما، وبفضل فيلم «الأخوين» القصير الذي حصد جوائز، تمكنت مريم جعبر من الحصول على التمويل اللازم لفيلمها الجديد.

في المقابل، تروي شرين عاطف، المنتجة المصرية التي تعمل في إحدى المؤسسات الثقافية في الخليج العربي، كيف كرست جزءاً من دخلها، الذي بلغ 2500 دولار أميركي، كمنحة لفيلم يعالج قضايا المرأة أو من إخراج امرأة، وعلى الرغم من أن هذه المنحة ليست كافية لإنتاج فيلم كامل، فإنها تسهم في دعم العملية الإنتاجية، تشارك عاطف في مهرجان الجونة تحت مظلة نادي منتجي الأفلام المصري، الذي يتيح إنتاج الأفلام القصيرة لشباب المخرجين.

المهرجان منصة للتواصل والإنتاج

يؤكد عمرو منسي، المدير التنفيذي والشريك المؤسس لمهرجان الجونة، أهمية وجود سوق الأفلام في البلازا، حيث يتيح اللقاء بين كبار الصناعة وصنّاع الأفلام الناشئين، هذا الأمر يسهم في التخلص من الصبغة النخبوية التي التصقت بالمهرجان في نسخ سابقة.

في النهاية، يقدم المهرجان جوائز ستتيح للمخرجين المبتدئين إنتاج أفلامهم القادمة، ستستمر المنح المقدمة من عاطف حتى 26 نوفمبر تشرين الثاني المقبل، ومن المتوقع أن تتلقى العديد من الترشيحات، قد تكفي المنحة البالغة 2500 دولار أميركي لدعم إنتاج فيلم قصير، خاصة أن هلال تمكنت من إنتاج فيلمها الأول بنحو 50 ألف جنيه مصري (نحو 1000 دولار أميركي)، لكنها تحتاج الآن إلى نحو 1.5 مليون جنيه لإخراج فيلمها القصير القادم، بينما تمكنت حتى الآن من تأمين 250 ألف جنيه منها، تأمل مريم جعبر وسارة بن حسن أيضاً في حصد جوائز فيلم «بماء العين» للحصول على التمويل اللازم لفيلمهما القادم.