جاء كريستوف لامبيرلاخت إلى مدينة الجونة للمرة الأولى عام 1991، وقتها لم يكن على هذا المنتجع البحري سوى فيلا واحدة وتسع غرف، بحسب لامبيرلاخت الذي جاء وقتها ليستثمر في منطقة البحر الأحمر المصرية والتي تعد إحدى أشهر وجهات مصر السياحية بفضل انتشار الرياضات المائية.

استقبلت المنطقة العام الماضي نحو 5 ملايين سائح، أي ما يقرب من 40 في المئة من إجمالي السائحين الذين أتوا إلى مصر.

وقال لامبيرلاخت في لقاء مع CNN الاقتصادية إن «المهرجان السينمائي الذي بدأ في الجونة يساعد في انتشار السياحة الداخلية فيزداد النشاط هنا بنسبة عشرين في المئة وقت المهرجان، فالكثير ممن يمتلكون الأموال يأتون إلى هنا لمشاهدة نجوم السينما، ولكي يظهروا على صفحاتهم أنهم يعيشون حياة النجوم والترف».

يبلغ متوسط ثمن فنجان من القهوة في الجونة 120 جنيهاً (نحو دولارين ونصف الدولار) وهو ما يمثل ضعف ثمنه في مقاهي القاهرة التي تنتمي لفئة المقاهي نفسها، أما ثمن صحن من السلاطة اليونانية أو ساندويتش الهامبرغر الخفيف فيتخطى 400 جنيه (وهو ما يتجاوز قيمة مثليهما في أغلب المدن المصرية).

بينما يبلغ سعر أرخص غرفة في شقة فندقية مشتركة نحو 85 دولاراً وهو ما دفعته إحدى المنتجات الشابات لحضور يومين فقط من المهرجان، وهو ما يتماشى مع ملاحظات محمد الذي يدير نادياً شاطئاً مخصصاً للكايت سيرف أو التزلج الشراعي على الماء عن طريق مظلات خاصة.

أكد محمد في لقاء مع CNN الاقتصادية أن المدينة محجوزة بالكامل خلال فترة المهرجان.

بينما يؤكد شريف، أحد مديري المقاهي، أن المهرجان لا يسهم بشكل مباشر في زيادة السياحة في الجونة، إذ إن السياح غير المصريين تكون أعدادهم أكبر أثناء عطلة نهاية العام وعيد الميلاد.

بينما يلاحظ لامبيرلاخت أن مهرجان الجونة يعتبر بمثابة منصة تعرض فكرة الجونة ما يمنح المدينة نوعاً من الاعتراف والشهرة بقدر كبير، ولكن التأثير جيد جداً على أسعار العقارات في الجونة.

يضيف لامبيرلاخت الذي يمتلك خمسة فنادق في الجونة وبضعة مطاعم أن العقارات «تباع في الجونة كما لو كانت قطع حلوى صغيرة، كان سعر المتر المربع يتراوح بين 1500 و2000 دولار أميركي قبل عشر سنوات أما اليوم فسعر المتر يبلغ ما بين 5500 و6000 دولار أميركي».

وهي الصورة الذي تطمع الجونة إلى تصديرها لتصبح بمثابة علامة مميزة ومحط للأثرياء؛ فهي ليست وجهة رخيصة يقوم السائحون بالسفر إليها مقابل بضعة مئات من الدولارات شاملة كل شيء من الطائرة والمبيت والترفيه والطعام والمشروبات، بحسب مدير المقهى الشاطئ.

بدأت منطقة البحر الأحمر في الازدهار كوجهة سياحية في النصف الثاني من ثمانينيات القرن العشرين، وكانت منطقة محدودة الإمكانيات، وكانت مدينة الغردقة، أشهر مدن البحر الأحمر، مقراً للكثير من الصيادين… وعرفت المدينة نمواً سريعاً مع الحفاظ على طابعها القديم الذي كان لا يوائم ذوق الأثرياء المصريين، وتزامن هذا مع صعود أسهم عائلة ساويرس التي تعتبر صاحبة أكبر الثروات في مصر ويحتل أفرادها صدارة تصنيفات فوربس لأثرياء مصر منذ عقود.

واستثمر سميح ساويرس، الابن الأوسط لرجل الأعمال الشهير أنسي ساويرس، في السياحة في الجونة، لتصبح بقنواتها وبحيراتها المفتوحة على البحر الأحمر أحد مرادفات الثروة في مصر وملتقى لنجوم السينما ومهرجاناً سينمائياً ضمن الأكثر جذباً في المنطقة.