ظل حلم السفر إلى الفضاء الخارجي يراود الكثيرين، إلى أن فتح الأميركي دينيس تيتو الباب أمام مثل هذه الرحلات وأصبح أول سائح للفضاء في عام 2001 نظير 20 مليون دولار، وفي الشهر الماضي سافرت امرأة تدعى كيشا شاف مع ابنتها في رحلة إلى الفضاء بعدما حالفها الحظ وفازت بالتذكرة.
وبين رحلة تيتو إلى محطة الفضاء الدولية وسفر شاف مع ابنتها، تطورت السياحة الفضائية وأصبحت صناعة مزدهرة لتغيير مفهوم المغامرة وحدود الاستكشاف البشري.
رواد سياحة الفضاء
وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ظهر رواد أعمال لديهم رؤية طموحة، مثل «سبيس إكس» المملوكة لإيلون ماسك و«فيرجين غالاكتيك» التي أسسها رجل الأعمال ريتشارد برانسون و«بلو أوريجين» التي أسسها قطب الأعمال جيف بيزوس مؤسس «أمازون».
ولا يقتصر مفهوم سياحة الفضاء على تجاوز الغلاف الجوي للأرض، إذ أصبحت الرحلات إلى مدار الأرض خطوة أولى لاختبار انعدام الجاذبية ورؤية انحناء كوكب الأرض، كما يمكن لمن هم أكثر ثراء التطلع إلى رحلات أطول لزيارة محطة الفضاء الدولية واختبار تجربة العيش كرائد فضاء لعدة أيام.
تحديات وانتقادات
وتنطوي سياحة الفضاء على تحديات عدة، فالسلامة على سبيل المثال تبقى لها الأولوية في ضوء المخاطر المرتبطة بمثل هذه الرحلات واضطلاع الشركات الخاصة بمهمة إرسال الناس العاديين إلى الفضاء.
وعلى صعيد البيئة، قوبل السفر إلى الفضاء بانتقادات لأسباب، أهمها بصمته الكربونية وكمية الوقود اللازمة لإطلاق الصواريخ والغرض الترفيهي من الرحلة بعيداً عن إجراء التجارب العلمية التي تفيد البشرية.
وترد الشركات المهتمة بإرسال الناس العاديين إلى الفضاء بالقول إن هذه السياحة يمكنها دفع الابتكار إلى الأمام، ليس فقط في مجال هندسة الطيران، بل في غيرها من القطاعات أيضاً.
ويقول برانسون على سبيل المثال «ما تمكنت فرجين ومنافسوها الأساسيون من فعله هو الحد من التكاليف البيئية كثيراً فيما يتعلق بالتكلفة الكربونية».
ويضيف «لا يمكنك وقف التقدم ويجب عليك ألا تفعل ذلك، فمن خلال التقدم تحقق الانفراجات.. وسيفيد هذا كوكب الأرض».