هل البيانات التي تصدر عن الدول بشأن أدائها الاقتصادي دقيقة؟ أرقام تنشر عن الناتج المحلي الإجمالي لبلدان العالم، ولكن ما الذي يؤكد أنها صحيحة؟ يعزو بعض الخبراء الأرقام الجيدة الصادرة عن بعض الدول إلى حاجة حكامها للفوز بدعم وأصوات شعوبهم، فهل يمكن التلاعب بالأرقام لأهداف سياسية؟

وتشير التقديرات إلى أن الأنظمة تبالغ في تقدير نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي بما يصل إلى 35%، وازدادت وتيرة تعديل بيانات الناتج المحلي الإجمالي بحيث تعكس نجاحاً اقتصادياً للأنظمة في العقود الأخيرة، بحسب دراسة للباحث في جامعة شيكاغو لويس مارتينيز.

الناتج المحلي الإجمالي هو المقياس الأكثر استخداماً للنشاط الاقتصادي وهو مقياس جذاب جداً للحكومات للتلاعب به، ورغم أن الحافز للمبالغة في تقدير النمو الاقتصادي تتقاسمه الحكومات بجميع أنواعها، فإن الضوابط والتوازنات الموجودة في الديمقراطيات القوية تساعد بشكل معقول على منع هذا السلوك، وفي المقابل فإن هذه الضوابط والتوازنات غائبة إلى حد كبير في بعض البلدان الأخرى.

وفي دراسة الخبير مارتينيز، تشير الأبحاث إلى أن صور الأقمار الاصطناعية ترصد ليلاً الأضواء الكهربائية، ما اعتبره الأخير مؤشراً مرتبطاً بالنشاط الاقتصادي، ومن خلال مراقبة الصين من الفضاء، يعتبر مارتينيز أن اقتصادها لا يشكل سوى 60 في المئة من حجمه الحالي، أي ثلث حجم العملاق الاقتصادي الأميركي.

وشككت الدراسة نفسها بالأرقام الرسمية الصينية التي صدرت بين عامي 1992 و2021، والتي أظهرت نمواً هائلاً في الناتج المحلي الإجمالي تراوح بين 14% و8%، وتشير تحاليل مارتينيز إلى أن نمو الصين الفعلي لم يتجاوز 6 في المئة.

سجل الاقتصاد الصيني نمواً بـ0.8% في الربع الثاني من 2023 متباطئاً من مستويات 2.2%، ولكنه جاء أفضل من التوقعات التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 0.5 في المئة.

ما الطريقة الأفضل لمعرفة القوة الاقتصادية الفعلية للبلاد؟

يستند المحللون والخبراء إلى أرقام صادرة عن منظمات دولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لمعرفة أداء بلدان العالم بحسب المناطق الجغرافية، وتقدم بيانات هذه المنظمات توقعات مرتين كل عام عن تفاصيل الأداء الاقتصادي لدول العالم، ومن المعروف أنها بيانات شفافة.

وفي ظل الأزمات الاقتصادية التي يشهدها العالم بأسره، والتي أثرت على جميع قطاعات الاقتصاد، هل من الممكن أن تكون هناك دول لا تتأثر بالظروف الخارجية؟

إليكم التفاصيل في هذه الحلقة من كبسولات.