واجهت شركة بوينغ لصناعة الطائرات عثرات وعانت كبوات على مدى تاريخها الممتد منذ أكثر من قرن، لكنها لطالما عادت ونهضت من جديد، واليوم ثمة مشكلة جديدة تعترض طريق شركة الطيران العملاقة.
تحديات الأمس
استفادت «بوينغ» من تنامي الطلب على الطائرات العسكرية خلال الحرب العالمية الأولى وتألقت بعد الحرب، لكن إدارة الرئيس الأميركي روزفلت تحركت لتفكيك ما اعتبرته احتكاراً ناشئاً في قطاع البريد الجوي.
وخلال الحرب العالمية الثانية عززت الولايات المتحدة قوتها الجوية تعزيزاً هائلاً، ما أدى إلى مضاعفة مبيعات «بوينغ» عام 1944.
لكن في غضون أسابيع بعد تحقيق النصر عام 1945، بدأت الحكومة في إلغاء عقود الطائرات العسكرية بالجملة، وفقد الآلاف من عمال بوينغ وظائفهم، لكن الشركة استفاقت من كبوتها لتصبح الشركة الرائدة عالمياً في صناعة الطائرات النفاثة، بعد أن طورت طائرة 737 ذات الممر الواحد.
وعقب هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 تراجعت حركة السفر الجوي كثيراً، ما أدى أيضاً إلى انخفاض طلبيات الطائرات، وفي السنوات التي أعقبت الهجمات قامت شركة «بوينغ» بتسريح ما يقرب من 30 ألف شخص وانخفضت القوى العاملة في الشركة في واشنطن إلى نحو 54 ألف شخص كما انخفض رأس المال السوقي للشركة بنسبة 14.78 في المئة.
وكانت أشد أزمات «بوينغ» عندما أوقفت هيئة الطيران الفيدرالية (FAA) تشغيل طائرة 787 دريملاينر عام 2013 بعد عطلين في البطارية، وتحطمت طائرتان من طراز 737 ماكس متوسطة المدى في إندونيسيا في أكتوبر 2018 وفي إثيوبيا في مارس 2019 ثم جاء التوقف شبه الكامل للسفر الجوي مع جائحة كوفيد-19 في عام 2020، إلا أن بوينغ تعافت مع تعافي شركات الطيران بعد الجائحة.
بوينغ اليوم
ورغم كل التحديات التي واجهت «بوينغ» فإنها استغلت فترة التعافي من الجائحة، وأصلحت خاصية السلامة التلقائية للطائرة بوينغ 737 ماكس التي ارتكزت عليها تحقيقات الأعطال، فعادت ونهضت لتصل قيمتها السوقية اليوم إلى 123 مليار دولار، ما يجعلها من الشركات الأكثر قيمة في العالم.
لكن يبدو أن عثرة جديدة تعترض طريق «بوينغ»، إذ انخفض سهمها بعد أن حذرت شركة صناعة الطائرات الأميركية من تأخير في تسليم طائرات 737 ماكس على المدى القريب بسبب مشكلة جديدة تتعلق بوجود ثقوب غير لازمة في الهيكل الخلفي لبعض الطائرات.
فهل ستتجاوز «بوينغ» هذا المطب الجديد مثلما تخطت عثراتها في الماضي؟