أعاد الصراع الدائر بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة مشاهد الفقر المدقع إلى الواجهة، فعقب طوفان الأقصى، والقصف المستمر، والتهجير القسري وأيضاً الحصار على غزة، تتوجه الأنظار إلى نسب الفقر في القطاع خاصة أن أكثر من نصف السكان يعيشون أصلاً في حالة فقر مدقع.
ولعلّ من أبرز ما يتبادر إلى الأذهان في أسبوع القضاء على الفقر مع حلول الذكرى السنوية في 17 أكتوبر تشرين الأول، هي الصور واللقطات المنتشرة عن مأساة إنسانية تزداد سوءاً مع مرور الوقت.
البلدان العربية بؤرة فقر في العالم
كان البنك الدولي قد حذر نهاية عام 2022، من احتمالات اتساع رقعة الفقر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بسبب ما وصفه بضعف الخطط التنموية، في ظل أزمة كورونا وما تلاها.
وأكد البنك في ذلك الوقت، على أن غياب الرؤى التنموية في العديد من الدول العربية، زاد من تداعيات وآثار الجائحة، وانعكاساتها السلبية اقتصادياً واجتماعياً، وأيضاً الحرب الروسية الأوكرانية التي أسهمت في زيادة الوضع سوءاً مع التضخم الذي نجم عنها.
على أن ما زاد الطين بلة، فيما بتعلق بمستويات الفقر في المنطقة العربية، هو أن نكبة كورونا، تلتها نكبة أخرى هي الحرب الروسية في أوكرانيا، الدائرة حتى الآن، والتي تشير كل التقارير، إلى أنها أصابت واردات المواد الغذائية بالشلل في بعض الدول ومن بينها العديد من البلدان العربية، كما أدت إلى قفزات كبيرة في أسعار المواد الغذائية، في ظل حقيقة، أن كلاً من روسيا وأوكرانيا كانتا توفران مجموعة كبيرة، من السلع الغذائية للعديد من الدول في أنحاء العالم.
احتساب نسب الفقر
حدّث البنك الدولي في عام 2022 بيانات الفقر محدداً خط الفقر العالمي الجديد عند مبلغِ 2.15 دولار للفرد يومياً.
وهذا يعني أن أي شخص يعيش على أقل من 2.15 دولار يومياً يعيش في حالة فقر مدقع.
البنك الدولي يرى أن الزيادة في خط الفقر الدولي تعادل الزيادة التي حدثت في تكاليف الاحتياجات الأساسية من مطعم وملبس ومسكن في البلدان منخفضة الدخل بين عامي 2011 و2017 مقارنة بسائر بلدان العالم، أي أنّ القيمة الحقيقية لمبلغِ 2.15 دولار بأسعار 2017 هي نفسها القيمة البالغة 1.25 دولار بأسعار 2011.
توقعات مستقبلية وخيمة
وبحسب الأمم المتحدة، قد يجد ما يقدر بنحو سبعة في المئة من سكان العالم، أي نحو 575 مليون شخص، أنفسهم محاصرين في الفقر المدقع بحلول عام 2030.