وسط حرب دائرة منذ أكثر من شهر، تلتقط كلٌ من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل الأنفاس في مرحلة وقف إطلاق النار التي شارفت على الانتهاء، وبينما كانت أنفاق حماس هي إحدى أبرز أسلحة هذه الحرب، فقد اعتمدت إسرائيل أيضاً على الملاجئ لحماية سكانها.
مؤخراً تم تجديد 160 ملجأ في عسقلان، و190 في نهاريا و40 ملجأ في معالوت-ترشيحا في شمال إسرائيل كجزء من برنامج «ماجان هانورث»، الذي بدأ العمل به العام الماضي، ولكن تم تسريعه مع اندلاع حرب غزة وتوسع رقعة الحرب لتشمل مدينة عسقلان الجنوبية.
وفي بداية شهر أكتوبر تشرين الأول الماضي، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي تعليمات للمواطنين بالاستعداد للبقاء في الملاجئ وتخزين ما يكفي من مياه وطعام.
فماذا نعرف عن ملاجئ إسرائيل هذه؟
منذ الإعلان عن إقامتها عام 1948، شعرت إسرائيل بالتهديد والخوف على مواطنيها، وكان الحل بناء الملاجئ العامة والخاصة في جميع الأنحاء.
وتم وضع قانون الدفاع المدني عام 1951 الذي يشترط أن تكون جميع المنازل والمباني السكنية والمنشآت الصناعية مزودةً بملاجئ ضدّ القنابل والصواريخ لحماية السكان في حال الحرب.
وفي 1993 تم سن قانون جديد يجبر أيّ مطور عقاري على إنشاء غرفة محصنة تُعرف باسم «مماد» توجد داخل كل شقة سكنية.
في إسرائيل هناك نوعان آخران من الملاجئ إلى جانب المماد، هما: المماك أي الملاجئ الجماعية التي تُبنى أسفل مبانٍ خاصة، والميكلات أو الملاجئ الجماعية العامة في الشوارع.
جميع هذه الملاجئ تخضع لمعايير بناءٍ خاصة، فيجب أن تصمّم الجدران من مادة الخرسانة المسلحة والأبواب من الحديد أما النوافذ فيجب أن تكون مغطاةً بالفولاذ وأن تكون هناك مقابس لشحن الهواتف وتشغيل التلفاز.
وابتداءً من 2010 بات من الضروري أن تزود الملاجئ بأنظمة تهوية، أما في السنوات الأخيرة فجرت محاولاتٌ لإعطاء الملاجئ مظهراً حديثاً، فأُعيد تصميمها لتتضمن استوديوهات للرقص، وفصولاً مدرسية، ومراكز مجتمعية، وحانات، وصالات رياضية، وأماكن للعبادة.
لكن على الجانب الآخر من الصراع، لا ملاجئ خاصة أو عامة في غزة، ولا ملاذ للسكان إلّا باللجوء إلى مراكز الأونروا والمستشفيات وحتى المدارس للاحتماء.