خفّض بنك الاحتياطي الأسترالي أسعار الفائدة، يوم الثلاثاء، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ ذروة جائحة كورونا 2020، مشيراً إلى إحراز تقدم في السيطرة على التضخم، لكنه لا يزال حذراً بشأن اتخاذ مزيد من إجراءات التيسير النقدي في المستقبل. وأعلن البنك المركزي خفض معدل الفائدة النقدي بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 4.1 في المئة، وهو أول تخفيض منذ نوفمبر تشرين الثاني 2020، عندما أجبرت أزمة كورونا البنك على خفض الفائدة إلى مستوى تاريخي منخفض بلغ 0.1 في المئة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وقال البنك في بيان رسمي، «رغم التقدم الإيجابي في خفض التضخم، لا يزال مجلس الإدارة حذراً بشأن احتمالات مزيد من التيسير النقدي، خاصة في ظل استمرار المخاطر الصعودية للتضخم نتيجة لقوة سوق العمل».
وأضاف البنك أن السياسة النقدية لا تزال متشددة حتى بعد هذا الخفض، لافتاً إلى أن التسرع في تخفيف القيود النقدية قد يؤدي إلى توقف عملية خفض التضخم.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ردود فعل الأسواق وتداعيات القرار
بعد أن جاءت بيانات التضخم الأساسي للربع الأخير من العام أقل من المتوقع عند 3.2%، كانت الأسواق تراهن بقوة على خفض بمقدار ربع نقطة مئوية، إلّا أن الموقف الحذر للبنك المركزي دفع الدولار الأسترالي للارتفاع بنسبة 0.2 في المئة ليصل إلى 0.6366 دولار أميركي.
وتشير العقود الآجلة إلى احتمالية ضعيفة تبلغ 20 في المئة فقط لمزيد من التخفيض في أبريل نيسان 2025، بينما يظل خفض آخر في مايو شبه محسوم في توقعات الأسواق.
ويُعدّ البنك المركزي الأسترالي متأخراً عن نظرائه في دورة التيسير النقدي العالمية، لكن قراره يأتي في وقت يبدو فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي متردداً في تخفيف سياسته النقدية، وفي نيوزيلندا، من المتوقع أن يعلن البنك المركزي خفضاً جديداً قدره 50 نقطة أساس يوم الأربعاء.
تأثير القرار في الاقتصاد
أسهمت التخفيضات الضريبية الحكومية في تعزيز إنفاق المستهلكين، بينما أظهر سوق العمل في
أستراليا مرونة غير متوقعة دون أن يكون مصدراً للضغوط التضخمية، ما يشير إلى أن الاقتصاد لا يحتاج بالضرورة إلى تخفيضات متتالية في أسعار الفائدة.
كما يُنظر إلى خفض الفائدة بإيجابية في سوق الإسكان، إذ تراجعت الأسعار عن مستوياتها القياسية في الأشهر الأخيرة، إلّا أن مشكلات القدرة على تحمل تكاليف السكن لا تزال تمثّل تحدياً كبيراً لرئيس الوزراء ألبانيزي.
ويُتوقع أن يخفف هذا الخفض الأول من نوعه منذ سنوات الأعباء على المقترضين، كما يمثّل خبراً ساراً لرئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، الذي يواجه انتخابات صعبة لا بُد أن تُجرى في موعد أقصاه 17 مايو آيار 2025، خاصة وأن التكهنات تزايدت بأن ألبانيزي قد يستغل هذه الفرصة للإعلان عن انتخابات مبكرة.
(رويترز).
{{ article.formatted_date }}
