ترامب يستقبل زيلينسكي لتوقيع «صفقة» حول موارد أوكرانيا المعدنية

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستقبل الجمعة، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)
ترامب يستقبل زيلينسكي لتوقيع «صفقة» حول موارد أوكرانيا المعدنية
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستقبل الجمعة، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)

يستقبل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الجمعة، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في زيارة تنطوي على رهانات تتخطى بكثير اتفاقاً بشأن موارد كييف من المعادن الاستراتيجية.

ومن المقرر أن يستقبل ترامب زيلينسكي قرابة الساعة 11,00 (16,00 ت غ)، في الوقت الذي تسعى فيه كييف للحصول على دعم بوجه الغزو الروسي المستمر منذ شباط فبراير 2022، رغم أن الرئيس الجمهوري تخلى تماماً عن سياسة سلفه جو بايدن القاضية بمساندة كييف واختار التقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ولطّف ترامب الخميس من نبرته حيال زيلينسكي مقللاً من شأن الانتقادات اللاذعة التي وجهها إليه الأسبوع الماضي ونعته فيها بأنه «دكتاتور».

وقال رداً على أسئلة الصحفيين بهذا الصدد «هل قلتُ هذا؟ لا يسعني أن أصدق أنني قلت هذا» قبل الانتقال بسرعة إلى سؤال ثانٍ، وأكد لاحقاً أن لديه «الكثير من الاحترام» لنظيره الأوكراني.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وقد يكون هذا التبدل في خطاب المطور العقاري السابق الذي يعتمد نهج «الصفقات» حتى في السياسة والدبلوماسية، على ارتباط بالاتفاقية التي يتوقع إبرامها بين البلدين خلال هذه الزيارة.

«سنحفر ونحفر ونحفر»

وستمكن هذه الاتفاقية الإطارية الولايات المتحدة من الوصول إلى موارد أوكرانيا من المعادن الاستراتيجية والنادرة واستغلالها، وهو ما يطالب به ترامب لقاء المساعدة العسكرية والمالية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ ثلاث سنوات.

وقال الرئيس الجمهوري البالغ 78 عاماً، الخميس، «سنحفر ونحفر ونحفر».

غير أن الاتفاقية لا تستجيب للمطالب التي أعرب عنها ترامب بالأساس، إذ لا تتضمن أي إشارة إلى مبلغ 500 مليار دولار الذي ذكره الرئيس الجمهوري سابقاً مطالباً باستعادته، بل تنص على صندوق استثمار مشترك في المعادن والمحروقات.

كذلك، لا يلحظ في النص أي ضمانات أمنية كانت كييف تطالب بها.

لكن غرايسلين باسكارات وميريديث شوارتس من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أوضحتا في مذكرة أن «الفكرة هي أنه من خلال استثمار مشترك في موارد البلاد، فإن الولايات المتحدة ستبقى معنية بضمان الأمن والاستقرار» في أوكرانيا.

وقال ترامب نفسه، الخميس، إن هذه الاتفاقية ستكون بمثابة «شبكة أمان».

وأضاف «لا أعتقد أن أحداً -أياً كان- سيبحث عن مشكلات إن كنا (في أوكرانيا) مع العديد من العمال» لاستغلال الموارد المعدنية.

المنغنيز والغرافيت

وتحتوي أوكرانيا على نحو 5% من الموارد المعدنية العالمية بحسب الأرقام المتوافرة، غير أن المعادن التي تهم ترامب لم يتم استغلالها حتى الآن، ويصعب استخراجها أو أنها تقع في المناطق التي تحتلها روسيا.

لكن الرهانات خلف زيارة زيلينسكي تتخطى المنغانيز والغرافيت اللذين تزخر بهما بلاده.

وتابعت أوكرانيا وأوروبا عموماً بقلق كبير التقارب بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اللذين أجريا مكالمة هاتفية مطولة في 12 شباط فبراير وباشرا مفاوضات ثنائية لوضع حد للحرب في أوكرانيا، مع إبداء الملياردير الجمهوري عزماً على المضي قدماً بخطى سريعة.

وصباح الجمعة دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أكثر من عشرة من القادة الأوروبيين إلى قمة الأحد «للدفع قدماً بالتحرك الأوروبي بشأن أوكرانيا، ولإظهار دعمنا الجماعي الثابت لضمان سلام عادل ودائم، واتفاق يضمن سيادة أوكرانيا وأمنها في المستقبل».

وردد ترامب الخميس أنه يثق بالرئيس الروسي رغم تحذيرات لندن وباريس المتكررة بشأن هشاشة أي هدنة لا تتوافق مع تدابير مراقبة وأمان متينة تضمنها الولايات المتحدة.

وقال إنه على قناعة بأن بوتين «سيفي بوعده» في حال التوصل إلى وقف إطلاق نار.

ويرفض ترامب اعتبار موسكو مسؤولة عن الحرب، بل حمل أوكرانيا المسؤولية، وأغلق الباب تماماً أمام طلب كييف الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

لكن الرئيس الأميركي اعتبر، الخميس، أنه في حال التوصل إلى اتفاق سلام فقد تستعيد كييف بعض المناطق.

وقال «سنحاول استعادة ما أمكن»، مُقراً بأن القوات الأوكرانية «مهما قلنا، قاتلت ببسالة كبيرة».