ألقت بيانات الوظائف الأميركية الأخيرة بظلال من القلق على الأسواق، بعدما سجل الاقتصاد أضعف نمو في التوظيف منذ بداية العام، مع ارتفاع غير متوقع لمعدل البطالة.
وبينما كان المستثمرون يترقبون مؤشرات على استقرار سوق العمل، جاءت الأرقام دون التوقعات، ما أثار تكهنات جديدة حول توجهات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.. فهل يدفع تباطؤ التوظيف الاحتياطي الفيدرالي إلى تغيير استراتيجيته النقدية؟
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
تقرير الوظائف يشير لضعف في سوق العمل
أضاف الاقتصاد الأميركي 151 ألف وظيفة خلال فبراير، وهو أقل من توقعات المحللين البالغة 160 ألف وظيفة، كما ارتفع معدل البطالة إلى 4.1%، في أول صعود له منذ ستة أشهر، ما يعكس تباطؤاً في نمو سوق العمل.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ورغم تسجيل قطاعات مثل الرعاية الصحية والخدمات المالية زيادات طفيفة في التوظيف، فإن التراجع في وظائف القطاع الحكومي وقطاع التصنيع زاد المخاوف من تباطؤ اقتصادي أوسع.
أسواق المال تحت الضغط
استجابت الأسواق المالية بحذر لبيانات تقرير الوظائف الصادرة اليوم الجمعة، حيث تراجعت المؤشرات الرئيسية مع افتتاح وول ستريت.
المؤشر ستاندارد آند بورز 500 تراجع بنسبة 0.2 في المئة.
المؤشر ناسداك خسر نحو 0.1 في المئة.
والمؤشر داو جونز تراجع بنحو 110 نقاط.
والمخاوف من ركود اقتصادي دفعت المستثمرين إلى الحذر، رغم تسجيل بعض الشركات، مثل برودكوم، مكاسب قوية بفضل توجيهات إيجابية بشأن الأرباح.
الدولار يتراجع لأدنى مستوى في 4 أشهر
شهد الدولار الأميركي ضغوطاً هبوطية عقب صدور البيانات، إذ انخفض مؤشر الدولار إلى 103.7 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ أربعة أشهر.
ويرجع هذا التراجع إلى تزايد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى تبني موقف أكثر مرونة في السياسة النقدية، ما قد يحد من جاذبية العملة الأميركية أمام العملات الأخرى.
الذهب يحافظ على مكاسبه وسط تصاعد المخاوف
استفاد الذهب من ضعف الدولار وارتفاع عدم اليقين في الأسواق، حيث استقرت أسعاره عند 2,910 دولارات للأوقية، محققاً مكاسب أسبوعية بنسبة 1.8%.
وأصبح المعدن الأصفر الخيار المفضل للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن، وسط غموض اقتصادي متزايد.
أسواق السندات.. تزايد الرهانات على خفض الفائدة
انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.23%، ما يعكس ارتفاع الطلب على الأصول الآمنة، كما زادت التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى تخفيف سياسته النقدية في الأشهر المقبلة، في محاولة لدعم الاقتصاد المتباطئ.
ماذا بعد؟
تتجه الأنظار الآن إلى تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال الأيام المقبلة، إذ سيسعى المستثمرون للحصول على إشارات حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية.
وبينما لا يزال التضخم مصدر قلق رئيسياً، فإن أي ضعف إضافي في سوق العمل قد يدفع الفيدرالي إلى إعادة تقييم استراتيجيته، ما قد يعيد تشكيل توجهات الأسواق في الفترة المقبلة.
هل الولايات المتحدة أمام تحول في السياسة النقدية؟ الأسواق تترقب بحذر.
{{ article.formatted_date }}
