الذهب يتجه إلى 3500 دولار وسندات الخزانة الأميركية لم تعد ملاذاً آمناً

الذهب يتجه إلى 3500 دولار وسندات الخزانة الأميركية لم تعد ملاذاً آمناً (شترستوك)
الذهب يتجه إلى 3500 دولار وسندات الخزانة الأميركية لم تعد ملاذاً آمناً
الذهب يتجه إلى 3500 دولار وسندات الخزانة الأميركية لم تعد ملاذاً آمناً (شترستوك)

تسجل أسعار الذهب مستويات قياسية متتالية في الأيام الأخيرة، وعزز المعدن الثمين مكاسبه على حساب أصول أخرى مثل سندات الخزانة وسوق الأسهم.

ويُتداول الذهب كما لو كنا الاقتصاد العالمي في حالة ركود، فهو يرتفع بشكل ملحوظ وانفرد بعرش الأصول الأمنة متخطية منافسته سندات الخزانة الأميركية التي تراجعت مكانتها بشدة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

الذهب يتفوق على الأسهم والسندات

وعلى مدار العشرين عاماً الماضية يتفوق الذهب الآن على الأسهم في الأداء، إذ ارتفع المعدن الثمين بنحو 620 في المئة ما قرنه بمكاسب قدرها 580 في المئة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500.

وخلال الأشهر التسعة الماضية ارتفع سعر الذهب بأكثر من ألف دولار في الأوقية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وابتداء من عام 2020 توسّعت فجوة أداء الأسهم مقابل الذهب، ومع دخول الأسهم في سوق هابطة، اندفعت رؤوس الأموال نحو الذهب، والآن أصبح الذهب الملاذ الآمن الوحيد في العالم.

ولم تعد السندات الأميركية بالمكانة والأمان ذاتهما التي كانت عليهما قبل عقد من الزمن، وسحق الذهب عوائد السندات على مدار السنوات الأربع أو الخمس الماضية.

منذ مارس 2020 ارتفع سعر الذهب بنسبة 114 في المئة بينما انخفض صندوق المؤشرات المتداولة الذي يتتبع السندات بنسبة 45 في المئة، وكان هذا التحول التطور الأكثر أهمية للذهب في التاريخ الحديث.

كيف تفوق الذهب على سندات الخزانة؟

يكمن الجواب في التضخم المستمر والإنفاق الأميركي والعجز الأميركي، وبلغت نفقات الفائدة على الدين الوطني الأميركي مستوى قياسياً بلغ 1.2 تريليون دولار خلال الاثني عشر شهراً الماضية.

يتطلب تمويل هذا الدين إصدارات جماعية لسندات الخزانة الأميركية، ومع إغراق الولايات المتحدة السوق بالسندات تنخفض أسعار السندات.

شهدنا ما يقرب من 7 تريليونات دولار من إجمالي إصدارات سندات الخزانة الأميركية في 3 أشهر فقط خلال عام 2023، وطوال ذات العام أصدرت سندات خزانة أميركية بقيمة 23 تريليون دولار.

ولم يختلف الحال في عام 2024 إذ استمرت الإصدارات الضخم للسندات، والأمر مستمر في العام الحالي، ولم يعد المستثمرون يرغبون في السندات.

عندما بدأت الحرب التجارية زادت الطين بلة، إذ ارتفع مؤشر عدم اليقين في السياسة الاقتصادية إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، نحن الآن عند مستويات تزيد على ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في حرب ترامب التجارية الأولى عام 2019.

إلى أين تتجه أسعار الذهب؟

وبلغ صافي تدفقات صناديق الذهب رقماً قياسياً قدره 80 مليار دولار أميركي منذ بداية عام 2025، ويُمثل هذا ضعفَي أعلى مستوى سابق سُجِّل في عام 2020 بأكمله.

يُضخّ المستثمرون أموالَهم في الذهب بوتيرة قياسية وسط حالة من عدم اليقين، حتى عام 2020 لم يقترب ولو قليلاً مما نشهده الآن.

في غضون ذلك بلغ صافي مشتريات الذهب العالمية من قِبَل البنوك المركزية 24 طناً في فبراير شباط 2025.

على مدار السنوات الثلاث الماضية استحوذت البنوك المركزية العالمية على كمية هائلة من الذهب بلغت 3176 طناً.

وإذا استمر تراجع الأسهم الأميركية فمستوى 3500 دولار لأوقية الذهب سيكون في المتناول.