تراجع الدولار الأميركي يوم الجمعة، بالتوازي مع انخفاض عوائد سندات الخزانة، بعد أن عززت بيانات اقتصادية أميركية دون التوقعات هذا الأسبوع الرهانات على خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي لاحقاً هذا العام. وكان الأسبوع قد بدأ بزخم إيجابي في الأسواق، على خلفية هدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما دفع الدولار للصعود مؤقتاً، لكن هذا الزخم سرعان ما تلاشى لتدخل العملات في حالة تداول جانبي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وتركزت أبرز تحركات سوق الصرف الأجنبي في انخفاض الدولار أمام الوون الكوري الجنوبي، حيث تراجع بشكل حاد لليوم الثاني على التوالي بعد تقارير أفادت بأن واشنطن وسول ناقشتا سوق الدولار-الوون في وقت سابق هذا الشهر، وشهدت الأسواق تحركات مماثلة مع الدولار التايواني في وقت سابق من مايو أيار، وسجل الدولار آخر تداول له عند 1,390 ووناً، منخفضاً بنسبة 0.4 بالمئة.
وقال جورج فيسي، كبير استراتيجيي العملات والاقتصاد الكلي في شركة كونفيرا: «التكهنات تتزايد مجدداً بأن الرئيس ترامب يفضل دولاراً أضعف، ما قد يزيد الضغوط على الحكومات الأخرى للسماح بارتفاع عملاتها في إطار مفاوضات تجارية».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأضاف أن «ضعف العملات الآسيوية مقابل الدولار لطالما اعتُبر ميزة لصادرات المنطقة، وهي نظرة تسعى الإدارة الأميركية للطعن فيها».
وفي السوق الأوسع، واصل الدولار محاولاته لاستعادة توازنه بعد انخفاضه الليلي، الذي جاء في أعقاب بيانات أظهرت انخفاضاً غير متوقع في أسعار المنتجين الأميركية في أبريل نيسان، بعد صدور قراءة هادئة لمؤشر أسعار المستهلكين في وقت سابق من الأسبوع، ما عزز التوقعات بخفض الفائدة مرتين على الأقل هذا العام.
وسجل اليورو ارتفاعاً بنسبة 0.26 بالمئة إلى 1.2130 دولار، بينما صعد الجنيه الإسترليني 0.14 بالمئة إلى 1.3325 دولار، وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، بنسبة 0.2 بالمئة إلى 100.57، لكنه ظل في طريقه لتحقيق مكاسب أسبوعية طفيفة، بفضل قفزة بنسبة 1.3 بالمئة يوم الاثنين.
وامتد تراجع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات، بعد هبوطه بمقدار 7 نقاط أساس الليلة الماضية، ليسجل 4.4217 بالمئة، فيما انخفض عائد السندات لأجل عامين إلى 3.9467 بالمئة.
خيارات الفيدرالي الأميركي
وفي خطاب بارز يوم الخميس، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن صانعي السياسة النقدية يعتزمون إعادة النظر في الركائز الأساسية لاستراتيجيتهم، لا سيما في ما يتعلق بالتوظيف والتضخم.
وقالت كريستينا كليفتون، كبيرة استراتيجيي العملات في كومنولث بنك أوف أستراليا: «أشار باول إلى أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ستولي مزيداً من الاهتمام للتضخم عند تحديد سياستها النقدية، ما يرفع من سقف خفض الفائدة إذا استمرت مخاطر التضخم».
وأضافت: «نتوقع ثلاث عمليات خفض للفائدة هذا العام، لكن المخاطر تميل نحو تقليص عدد الخفض إذا تسارع التضخم».
أما في اليابان، فقد تراجع الدولار أمام الين بنسبة 0.33 بالمئة إلى 145.30، رغم صدور بيانات نمو ضعيفة من اليابان وتصريحات حذرة من صانع سياسات في بنك اليابان.
وقال كريشنا بهيمفارابو، الخبير الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في State Street Global Advisors: «البيانات تُضيف إلى التحديات التي تواجه التفاؤل في اليابان في ظل ترقب تأثير الرسوم الجمركية، ونتوقع التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة خلال الأشهر المقبلة يخفف من هذا الأثر».