يؤمن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الرسوم الجمركية هي أداة اقتصادية شاملة، قادرة على استعادة قوة التصنيع في الولايات المتحدة، وإجبار الدول الأجنبية على الاستجابة في النزاعات الرئيسية، وتحقيق التوازن التجاري، بالإضافة إلى توفير عائدات مالية ضخمة تسهم في سداد العجز الأميركي وتقليل الأعباء الضريبية على المواطنين. ويرى ترامب أن الرسوم الجمركية إذا استُخدمت بفاعلية، يمكن أن تعزّز الإنتاج المحلي من خلال جعل السلع الأجنبية أكثر تكلفة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وبما أن الاقتصاد الأميركي متنوع وضخم ولا يعتمد على التجارة الخارجية بقدر جيرانه، فإنه يستطيع استخدام الرسوم الجمركية لإلحاق ضرر باقتصادات الدول الأخرى دون أن يدخل نفسه في ركود اقتصادي، كما أن العائدات المحصلة من الرسوم يمكن أن تساهم في تقليص العجز.
ومع ذلك، فإن تحقيق كل هذه الأهداف في آنٍ واحد يُعدّ أمراً معقداً، لأن بعض أهداف ترامب تتعارض مع بعضها البعض، فإذا كانت
الرسوم الجمركية أداة للضغط، فلا بد من إلغائها بمجرد استجابة الدول الأخرى، ما يعني أنه لن تكون هناك رسوم دائمة لاستعادة التوازن التجاري، وإذا كانت الغاية دعم قطاع التصنيع الأميركي، فإن تقليل الاعتماد على السلع الأجنبية يعني انخفاض العائدات الجمركية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ورغم أن ترامب اعترف مؤخراً بأن الرسوم الجمركية ستسبب «اضطرابات»، فإنه يظل متمسكاً بها، وغالباً ما يشيد بالرئيس الأميركي السابق ويليام ماكينلي، الذي فرض رسوماً جمركية ثقيلة على الدول الأجنبية قبل إدخال ضريبة الدخل.
وتسعى إدارة ترامب لفرض رسوم جمركية ضخمة بدءاً من 2 أبريل نيسان 2025، معللة ذلك بأسباب متعددة، من بينها وقف تدفق الفنتانيل والهجرة غير الشرعية، إذ أكد وزير التجارة هوارد لوتنيك أن هذه الرسوم ستظل قائمة حتى تقتنع الإدارة الأميركية بأن الدول المعنية حققت تقدماً في هذه القضايا.
وبينما يصر ترامب على أن هذه الرسوم ستجعل أميركا «ثرية» من خلال جذب تريليونات الدولارات وخلق وظائف جديدة، يحذّر الخبراء الاقتصاديون من أن رفع الأسعار قد يضر بالاقتصاد الأميركي، ما يتعارض مع الهدف الأساسي المتمثل في تعزيز التصنيع.
وفي الوقت الذي يروّج فيه ترامب لمعادلة «تصنيع محلي بلا رسوم، أو استيراد بضرائب مرتفعة»، يظل السؤال مطروحاً حول ما إذا كانت هذه السياسة ستؤدي حقاً إلى إعادة التوازن التجاري أم أنها ستُحدِث اضطرابات أكبر في الاقتصاد الأميركي.
(ديفيد غولدمان، CNN).