في حفل فاخر وحضور متميز من الشخصيات وتجار الألماس، أطلقت « إيفيك دايموندز» حملة التوعية حول الألماس المزروع لنشر الوعي بفوائد الألماس المصنع في المختبر، مؤكدةً أنه ليس «صناعياً» بمعنى غير حقيقي، بل هو ألماس حقيقي تم تصنيعه في ظروف خاضعة للسيطرة.
بدأت القصة برؤية تمزج التكنولوجيا مع الفن والأناقة والرفاهية، إذ رأى المؤسسان، بوب وبيل، فرصة لبناء إرث جديد من خلال الجمع بين خبراتهما والتكنولوجيا المتقدمة لإنتاج ألماس صناعي ينافس الألماس الطبيعي من حيث الوضوح والبريق والقيمة الأخلاقية.
وتأسست «إيفيك للألماس» في دبي أواخر العام الماضي بشراكة مع بلازمابيليتي الشركة الأميركية المتخصصة في تقنيات زرع الألماس بجودة عالية وشركة كروس وورك مانوفكتورينغ العضو في مجموعة إتش آر آي الكندية المتخصصة في قطعِ وتلميعِ وتوزيعِ الألماس المزروع في المختبرات، إلى جانب دبي القابضة (مجموعة SJM) وبوند.
تكنولوجيات CVD
ويقول أسامة سلمان المدير العام للشركة إن الهدف منذ البداية كان إنتاج ألماس بطريقة مستدامة وأخلاقية، حيث تنتج جواهر عالية الجودة بأقل تأثير بيئي، وهي تُعد واحدة من أكثر معامل الألماس تقدماً في المنطقة باستخدام تكنولوجيات متطورة كالمفاعلات البلازمية المتطورة التي تمتلكها، تستخدم المنشأة تقنية ترسيب الأبخرة الكيميائية (CVD) لتنمية الألماس ذرة تلو الأخرى، ما يحاكي نمو الألماس الطبيعي في باطن الأرض، لكن في بيئة نظيفة ومتحكم فيها، ما يتيح لـ«إيفيك» إنتاج جواهر عالية الجودة في فترة زمنية قصيرة مقارنةً بعملية تكوّن الألماس الطبيعي.
وقال بوب باسنت Bob Basnett الرئيس التنفيذي لبلازمابيليتي Plasmability «نعتمد منهجية الزراعة البطيئة لنمو بذور الألماس التي تتم ببطء شديد وبطريقة ممنهجة ودون انقطاع بهدف الحصول على أفضل أنواع الألماس الذي يتشابه بخصائصه الفيزيائية والكيميائية مع الألماس الطبيعي إلى حد بعيد».
بعيداً عن صناعة الألماس، تسهم «إيفيك» في ثورة تكنولوجية واسعة في الإمارات، فالتكنولوجيا المستخدمة في تصنيع الألماس المختبري تحمل إمكانيات هائلة للتطبيقات في صناعة أشباه الموصلات، وهي قطاع حيوي تسعى الإمارات لتنميته ضمن خططها الاقتصادية والتنموية، من خلال الاستثمار في هذه التكنولوجيا وتوطينها، تتماشى «إيفيك» مع الأهداف الوطنية لتنمية الصناعات التقنية، ما يفتح آفاقاً لمزيد من التطورات في مجالات الإلكترونيات والبصريات وغيرها.
الألماس الأخلاقي
ليس كل ما يبرق ألماساً، فالألماس الذي يعرف بندرة موارده يؤخذ عليه تأثيره السلبي على البيئة وظروف العمل القاسية وارتفاع تكلفته، وبالمقابل يوفر الألماس المصنع بديلاً أخلاقياً يتماشى مع الجيل الشاب الذي يتزايد اهتمامه بالقيم.
وتغيرت اليوم مفاهيم وسلوكيات المستهلك كما كشف إتاي إيريل الرئيس التنفيذي للمبيعات والعمليات التشغيلية في مجموعة إتش آر آي، وقال إن المستهلكين اليوم يريدون معرفة مصدر الألماس وطريقة صناعته وتقطيعه والحفاظ عليه، سواء كان طبيعياً أم مزروعاً في المختبر «وهذا ما تضمنته رؤية إيفيك التي ترتكز على الشفافية منذ لحظة الاستحواذ على بذور الألماس مروراً بكل مراحل الإنتاج، ووصولاً إلى المنتج النهائي، فقصة الشفافية هي قصة مهمة في عالم الفخامة».
كما تلتزم «إيفيك للألماس» بالممارسات المستدامة، وهو مبدأ يتماشى مع رؤية دبي الأوسع نحو الابتكار والصناعة المسؤولة، وتعمل المنشأة على استخدام مصادر الطاقة المتجددة لتقليل بصمتها الكربونية، وتلتزم ببروتوكولات صارمة لإدارة الموارد والمياه لضمان الحد الأدنى من النفايات، ما يجعل الألماس الذي تنتجه خياراً أخلاقياً للمستهلكين الواعين.
وقال بوب باسنت، «جزء من منهجيتنا هو تحقيق كفاءة الطاقة والسعي المستمر للحصول على المزيد من المخرجات من الآلات بالقدر نفسه من الطاقة، فجوهر ما نقوم به لا يقتصر فقط على قضاء أفضل الأوقات، بل يتعلق أيضاً بالتفكير في الموارد اللازمة لإنتاج الماس والحفاظ عليه قدر الإمكان في هذه العملية».
الشهادات ركيزة الشفافية
وتعدُ التصديقاتُ والشهاداتُ من الخطوات الأساسية في صناعة الألماس المزروع في المختبرِ للدور الذي تلعبُه في بناء الثقةِ بين المنتجين والعملاء وإنتاج الألماس الأخلاقي والمسؤول، وتمتثل الألماسات المنتجة في «إيفيك للألماس» لمعايير المعاهد الدولية للأحجار الكريمة، مثل معهد الأحجار الكريمة الأميركي (GIA) الذي منحها شهادة الموثوقية بعد تقييم لخصائص الألماس مثل القطع واللون والنقاء ووزن القيراط.
وقد أسهم التزام «إيفيك» بالجودة في تعزيز مكانتها بسرعة كقائد في سوق الألماس الصناعي، ما يجعل دبي لاعباً رئيسياً في هذا القطاع المتنامي.