عزز معرض «الساعات والعجائب» هذا العام في سويسرا مكانته كحدث تجاري وإعلامي، إذ نجح في استقطاب نحو 43000 زائر من 125 جنسية بينهم 5400 من تجار التجزئة.
وانعكس زخم المعرض على كامل مدينة جنيف التي تحوّلت على مدار أسبوع وأكثر إلى وجهة تجار ومحبي أدوات الوقت وهواة جمعها حول العالم.
ولم يكن معرض الساعات هو الوحيد الذي أقيم في المدينة السويسرية، فقد انعقد في الفترة عينها أيضاً Time To Watch بدورته الثانية بمشاركة 39 شركة ساعات صغيرة، وتمكّن بدوره من جذب أكثر من 5800 زائر بينهم 1850 من التجار والإعلاميين المتخصصين.
ونظمت بعض شركات الساعات معارض مستقلة في وجهات مختلفة بالمدينة مثل دار Bovet 1822 العريقة التي قدمت أول ساعة من مجموعتها الأيقونية Virtuoso XI مُهيكلة بالكامل.
وشكّل كَشْفُ جان كلود بيفير، خبير صناعة الساعات المخضرم الذي ارتبط اسمه ببعض أهم شركات الساعات السويسرية مثل «أوديمار بيغيه» و«أوميغا» و«هوبلو» و«تاغ هوير» و«بلان بان»، ساعة Biver حدثاً مهماً.
وعرض بيفير وابنه بيار البالغ من العمل 22 عاماً ساعة Carillon Tourbillon Biver باكورة إصدارات العلامة التجارية الجديدة التي استثمرا فيها نحو 12 مليون فرنك سويسري على تطوير ساعة «بتوربيون» بمكرر دقائق ذاتي الملء مصنوعة وفق أعلى معايير الجودة من مواد ثمينة، سيصدر من الساعة 15 قطعة فقط، ويبلغ ثمنها نحو 500 ألف دولار.
وستكون إصدارات Biver متوفرة لدى عدد محدد من التجار حول العالم من بينهم مجموعة «أحمد صديقي وأولاده» في الإمارات العربية المتحدة.
وتحدّد معارض الساعات -التي تُجرى عادة في سويسرا في الربع الأول من كل عام- خط سير صناعة الساعات السويسرية واتجاهاتها لعام أو أكثر.
أسعار أعلى وإقبال أكبر
ولاحظ حسان الأخرس، وهو جامع ساعات وصاحب منصة Arab watch Guide المتخصصة بالساعات الفاخرة، ارتفاعاً في أسعار الساعات الجديدة بدرجات متفاوتة وبحسب الطراز والشركة.
وقال في حديث إلى «CNN الاقتصادية» إنه «لا يعتقد أن هذه الزيادات قد تؤثر على الإقبال على الساعات الراقية خصوصاً أن حجم الإنتاج محدود».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان الزخم في إنتاج ساعات جديدة سيؤدي إلى خفض في أسعار الساعات المملوكة مسبقاً، قال إن «السوق الموازية تركز على عدد محدود من العلامات التجارية والطرازات وغالبية الساعات المتداولة فيها غير متوفرة لدى المصنعين أساساً».
فولاذ وألوان استثنائية
ونجحت الشركات في لفت النظر إلى إرثها وتميزها الفني والميكانيكي من خلال إعادة إصدار عدد من طرازاتها الأيقونية، وفي هذا السياق يذكر الأخرس «فاشيرون كونستانتين» التي ركّزت في ساعاتها على خاصية الآليات الارتجاعية Retrograde Systems.
كما كشفت الدور المختلفة عن ابتكارات في استخدام مواد جديدة في صناعة ساعاتها لم تكن مألوفة لديها من قبل مثل استخدام «رولكس» للتيتانيوم للمرة الأولى في ساعة Yacht-Master 42 RLX Titanium، وقيام «إيه لانغي أند زوني» باستعمال الفولاذ للمرة الأولى في طرازODYSSEUS، وتكرار «تاغ هوير» استعمال الألماس الصناعي وهذه المرة الزهري اللون في ساعة Carrera Plasma.
وظهرت هذا العام الجرأة في استعمال الألوان في الأقراص التي لم تعد ألوانها تقتصر على الأبيض والأسود والأزرق فقد دخلت «روكس» على الخط بساعة Oyster Perpetual، وشكلت ساعة Kermit من Oris بقرصها الأخضر حديث زوار المعرض.
حصة النساء محفوظة
وفي حين حافظت الساعات النسائية على حضورها في تشكيلات كل دور الساعات، برزت الكثير من القطع المرصعة بسخاء بالألماس والساعات المصممة بشكل قلادة ولساعات «السرية» وخصوصاً من «فان كليف وآربيلز» التي تصنع الساعات غالباً للنساء مستلهمة من مجموعات مجوهراتها الأيقونية.