يحتفي فن تحضير واحتساء القهوة العربية بالجمال الخفي والتاريخ الرائع لهذا المشروب العطري، الذي تحول عبر العصور إلى سمة أساسية للثقافة والمجتمع العربي.
وتعود أصول شجرة البن إلى إثيوبيا، إلا أن تحضير مشروب القهوة بدأ على الجانب الآخر من مضيق باب المندب، وفي اليمن بالتحديد.
تفنن العرب في معالجة حبوب النبتة وتجفيفها وغليها وإضافة المطيبات إليها.
وقَعَت الباحثة مدينة إلياس الآتية من كازاخستان إلى عُمان في حب القهوة قبل خمسة عشر عاماً.
وبدأت البحث في أسرارها وخفاياها، وأسست شركة قهوة تحمل اسمها وألفت كتاباً حولها.
تأخذ إلياس قرّاء كتابها «فن القهوة العربية» في رحلة شيقة تستكشف فيها بالتفصيل الأحداث التي شكّلت تطور القهوة، وعدداً لا يحصى من العادات والوصفات والتقنيات التي تجعلها واحدة من المشروبات الأكثر انتشاراً وتنوعاً في العالم.
ووصفت إلياس في حديث لـ«CNN الاقتصادية» رحلتها الاستكشافية لعالم القهوة العربية وتنوعه اللامتناهي الذي يبرز ثراء شعوب وثقافات المنطقة.
كما جمعت أكثر من 700 وصفة من مختلف دول الخليج العربية، تختلف بنوع البن وأسلوب التحميص وإضافة المطيبات إليها.
ففي سلطنة عُمان على سبيل المثال، يضاف إلى القهوة البخور، وفي الجبل الأخضر تنكّه بماء الورد العماني الشهير.
وفي السعودية تفوح منها رائحة الهيل، وفي أنحاء أخرى يمنحها الفلفل نكهتها المميزة، وهناك وصفات بالفانيليا والقرفة وجوزة الطيب والقرنفل.
أما في دول المشرق العربي، فيضيفون بإضافة ماء زهر الليمون أو الياسمين إلى القهوة، كما عاد المهاجرون السوريون إلى أميركا الجنوبية بخلطات فيها الكاكاو ومطيبات أخرى.