تناولت العديد من الأفلام الهوليودية الشهيرة مثل «أوشنز 8»، و«قضية توماس كراون»، وغيرها، سرقات المجوهرات واللوحات الفنية، لكن الأمر في الواقع يتخطى عالم الخيال، فهناك من حاول سرقة الموناليزا فعلاً في أخطر عمليات السطو على المتاحف.

وكانت شرطة لندن قد أعلنت عن فتح تحقيق في اختفاء كنوز، منها الأحجار شبه الكريمة والمجوهرات الذهبية التي يعود تاريخها في الفترة بين القرن الخامس عشر قبل الميلاد والقرن التاسع عشر الميلادي، التي يقول المتحف إنها مفقودة أو مسروقة أو تالفة على مدى عدد من السنوات.

ووفقاً للبيان، فإن أحد الموظفين في المتحف فُصل مع انتظار الإجراءات القانونية.

لكن مثل هذه الجرائم ليست جديدة، فيما يلي خمس عمليات سطو شهيرة أخرى تصدرت عناوين الأخبار عن السطو على المتاحف العالمية.

سرقة الموناليزا

في 21 أغسطس آب 1911، تمكن فينتشنزو بيروجي من الهرب بلوحة «الموناليزا» مخفياً تحفة ليوناردو دافنشي التي تعود إلى القرن السادس عشر تحت ثوبه، من متحف اللوفر، الذي كان مغلقاً للصيانة، ولم يُعرف إذا كان قد ظل مختبئاً طوال الليل، أو تسلل إلى الداخل.

احتفظ بيروجي باللوحة في شقته في باريس حتى 1913، ولم يُكتشف الأمر إلا عندما انتقل إلى فندق في إيطاليا وحاول بيعها لتاجر التحف ألفريدو جيري؛ الذي بدوره نبّه السلطات وألقى القبض على بيروجي.

قضى بيروجي ثمانية أشهر فقط في السجن، ثم أطلق سراحه، وتُعاد اللوحة إلى متحف اللوفر في 1914، ليتوافد إليها أكثر من 30 ألف زائر يومياً، لرؤية ابتسامتها الغامضة، وتكتب نهاية أشهر محاولة للسطو.

«سكاي لايت كابر»

في الساعات الأولى من يوم الرابع من سبتمبر أيلول 1972، تمكن ثلاثة لصوص ملثمين من الوصول إلى سطح مبنى متحف مونتريال للفنون الجميلة، في ما يبدو كأنه مشهد من فيلم للإثارة والتشويق، وعبر حبل استطاعوا الهبوط من خلال كوة مكسورة، لتكون الحادثة المسماة بلقب «سكاي لايت كابر» الأكثر غموضاً بين حوادث السطو على المتاحف في العالم.

بمجرد دخولهم، هدد اللصوص ثلاثة من أفراد الأمن بالأسلحة النارية وقيدوهم قبل السرقة، في ذلك الوقت، وصف المتحدث باسم المتحف بيل بانتي الجناة لإذاعة «سي بي سي» الكندية بأن «لديهم فكرة جيدة إلى حد ما عما كانوا يبحثون عنه».

وتضمنت المسروقات 18 لوحة، من بينها لوحة «المناظر الطبيعية مع الأكواخ» لرامبرانت، إضافة إلى أكثر من 30 قطعة من المجوهرات يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر.

وكان من الممكن أن يكون الأمر أكبر من ذلك، ولكن أُطلق الإنذار عندما حاولوا المغادرة، واضطروا إلى ترك عدد من اللوحات خلفهم.

وحتى يومنا هذا، لم توجه الاتهامات إلى أي شخص، وعُثر على قطعتين فقط من المسروقات وهما قلادة ولوحة منسوبة إلى يان بروخل الأكبر.

غنيمة بوسطن

بعد وقت قصير من الساعة الواحدة صباحاً من يوم 18 مارس آذار 1990، قال رجلان متنكران في زي ضباط شرطة أفراد الأمن في متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر في بوسطن إنهما يحققان في حدوث اضطراب.

وبعد فترة وجيزة، قيدا اثنين من حراس الأمن في قبو المتحف قبل الانتقال من غرفة إلى أخرى، وإزالة الأعمال الفنية الثمينة التي تضمنت 13 عملاً فنياً منها المشهد البحري الوحيد لرامبرانت، و«المسيح في العاصفة على بحر الجليل» و«الحفلة الموسيقية» لفيرمير، لتصبح من أشهر السرقات لأعمال فنية قدرت قيمتها بنحو 500 مليون دولار.

وعلى الرغم من عرض مكافأة بنحو 10 ملايين دولار في 2017 مقابل استرجاعها، فإن مكان وجودها ما زال لغزاً، وكذلك هوية اللصوص.

وفي 2021، أنتجت «نتفليكس» فيلماً وثائقياً عنها بعنوان «هذه سرقة: أكبر سرقة فنية في العالم».

لص القط يضرب في باريس

وقعت أكبر سرقة فنية على الإطلاق على الأراضي الفرنسية في 20 مايو أيار 2010، في متحف الفن الحديث في باريس، عن طريق لص القطط المحترف، فيجيران توميتش، الذي تشير إليه الصحف العالمية بلقب «الرجل العنكبوت».

دخل الرجل العنكبوت إلى المتحف في الساعة الثالثة صباحاً بعد إزالة النافذة، فلم يلاحظه الأمن، وحتى جهاز الإنذار لم ينطلق، وتعطلت أجهزة كشف الحركة.

سُرقت خمس لوحات لبراك وليجيه وماتيس وموديغلياني وبيكاسو، تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 100 مليون دولار.

بعد تلقي بلاغ، ألقي القبض على توميتش في عام 2011، وفي عام 2017 حُكم عليه بالسجن لمدة ثماني سنوات، بينما تلقى اثنان من شركائه أحكاماً بالسجن لمدة ستة وسبع سنوات، وغُرموا بمبلغ 112 مليون دولار، لكن اللوحات المسروقة لم يُعثر عليها قط، لتكون واحدة من أشهر عمليات السطو على المتاحف التي لم تُحل ألغازها.

(سوزان غريفين – CNN)