عندما نتحدث عن الأناقة والذوق، فإن اسم كيت ميدلتون لا يمكن تجاهله، إذ تعتبر زوجة الأمير ويليام، أميرة ويلز، من أبرز الشخصيات البارزة في عالم الموضة، حيث تتألق بإطلالاتها الراقية واللافتة للأنظار في كل مناسبة.

لم يقتصر تأثير أسلوب كيت ميدلتون الراقي على الموضة فحسب، بل امتد ليشمل الثقافة والاقتصاد بشكل كبير وبات يُعرف بـ«تأثير كيت»، فمنذ ظهورها الأول، باتت كيت مصدر إلهام لملايين النساء حول العالم، اللواتي يسعين لاقتناء قطع ملابس مشابهة لتلك التي ترتديها، ما يؤدي إلى زيادة الطلب على العلامات التجارية التي تفضلها.

ففي عام 2018، أشارت دراسة قامت بها شركة براند فاينانس إلى أن الأميرة تعتبر من «أكثر المؤثرين في مجال الموضة بين العائلة المالكة»، مؤكدة أن القطع في خزانة ملابسها تزيد من الرغبة في اقتنائها بنسبة 38 في المئة بين المتسوقين الأميركيين.

ووفقاً لمجلة نيوز وييك، يسهم هذا التأثير سنوياً بمبلغ يصل إلى أكثر من مليار دولار في صناعة الأزياء في المملكة المتحدة.

وتتميز كيت ميدلتون بأسلوبها الكلاسيكي الأنيق الذي يجمع بين البساطة والأناقة، فهي تفضل القطع الأنيقة والتصاميم الراقية التي تبرز جمالها الطبيعي وتعكس ذوقها في اختيار الملابس، كما تتميز بتنسيق الألوان بشكل متقن واختيار الإكسسوارات المناسبة التي تضيف لمسة من الأناقة إلى إطلالاتها.

وبالإضافة إلى ذلك، لا يمكن إنكار الأثر الاقتصادي الذي يحمله أسلوب كيت ميدلتون، حيث تمثل كل إطلالة لها فرصة للشركات والمصممين لتسويق منتجاتهم وزيادة مبيعاتهم، ولذلك يعد تأثيرها على الاقتصاد واضحاً وملموساً.

فمثلاً، في عام 2011، أدى ارتداء كيت ميدلتون فستاناً من ريس في إحدى صورِ الخطوبةِ الملكية إلى انهيار موقع العلامة التجارية بسبب الطلب الكبير عليه.

وفي ما يلي بعض إطلالات كيت ميدلتون الأيقونية التي قد تبدو مجرد ملابس للكثيرين، لكنها تحمل قِيماً وقصصاً مهمة.

فستان الزفاف الأسطوري

يتذكر الكثيرون فستان زفاف كيت ميدلتون التي ارتدته في حفل زفافها مع الأمير ويليام في عام 2011، كان الفستان من تصميم سارة بيرتون لدى دار أزياء «ألكسندر ماكوين»، وجمعت هذه الإطلالة بين الأناقة التقليدية والعصرية، وكان الفستان مصمماً من الورود والأشواك والنرجس ونباتات الشمردل والتي ترمز إلى الشعارات الوطنية لإنجلترا وويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية.

كما كانت طريقة التطريز ذات أهمية ثقافية كذلك، إذ استخدمت تقنيةَ التطريز الأيرلنديةَ التقليديةَ المعروفةَ باسم «كاريكماكروس» التي تعود إلى القرن السابع عشر.

لم يكن هذا الفستان مجرد احتفاء بزواجها من الأمير ويليام فحسب، بل كان أيضا تعبيراً عن وحدة المملكة المتحدة ككل.

جولة منطقة الكاريبي

في واحدة من أهم مهامها الأميرية، توجهت كيت مع الأمير ويليام في جولة بمنطقة الكاريبي، وفجرت هذه الجولة قضايا مثيرة للجدل مثل الروابط التاريخية البريطانية مع العبودية والاتهامات بالعنصرية.

ولكن على الرغم من التحديات التي واجهتها خلال زيارتها لجامايكا، ارتدت كيت فستاناً أخضر من تصميم جيني باكهام، كان تحية لعلم الدولة، كما زينت نفسها بأقراط الملكة إليزابيث الثانية، في تعبير عن الاحترام الدبلوماسي والتقدير الثقافي.

زيارة ويلز للمرة الأولى كأميرة

أثناء زيارتها الأولى لويلز بصفتها أميرة جديدة، اختارت كيت ارتداء معطف زاهي الألوان، وأضافت لمسة تكريم لعلم ويلز باللون الأحمر، وارتدته فوق كنزة وسروال أسودين، في تعبير عن احترامها للملكة إليزابيث الثانية التي وافتها المنية قبل الزيارة بأقل من شهر.

تجدر الإشارة إلى أن تأثير كيت ميدلتون لا يعزز فقط مبيعات العلامات التجارية الفاخرة والمصممين البارزين، بل أيضاً يدعم العلامات التجارية الأقل تكلفة والمنتجات الميسورة، ما يجعل الموضة أكثر قابلية للوصول إلى جمهور أوسع، هذه القدرة على التأثير في الأسواق المتنوعة تجعل «تأثير كيت» ظاهرة لافتة للانتباه في عالم التسويق والإعلام.

بالإضافة إلى ذلك، يُعد «تأثير كيت» مثالاً على قوة الأفراد ذوي المكانة العالية في المجتمع للتأثير على الثقافة الاستهلاكية واتجاهات السوق، ما يبرز الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه الشخصيات العامة في تشكيل الاتجاهات والسلوكيات الاستهلاكية.