على هامش القمة العالمية لمستقبل الضيافة 2024 في دبي، اجتمع عدد من كبار الشخصيات في قطاع السياحة والضيافة للحديث عن التطورات المتسارعة في هذا المجال بمنطقة الخليج.

وتلعب الحكومات، إلى جانب المستثمرين، دوراً محورياً في تحويل هذه المنطقة إلى وجهة عالمية للاستثمارات السياحية والفندقية.. ومع توقعات بمزيد من النمو، تتجاوز المنطقة العقبات العالمية لتظهر كلاعب رئيسي في صناعة الضيافة العالمية.

دور الحكومات في دعم نمو القطاع

أشار الرئيس التنفيذي العالمي لتطوير الفنادق في مجموعة راديسون، إيلي يون، خلال حديثه مع CNN الاقتصادية، إلى أن دول الخليج، وخاصة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، قد أنشأت بيئة مشجعة للغاية للاستثمار في قطاع الضيافة.

وأكد يونس أن «الحكومات في المنطقة تعمل على تطوير القطاع بفضل المبادرات الحكومية الطموحة التي تدفع عجلة النمو في هذه الأسواق».

وأضاف يونس أنه يسافر إلى نحو 70 دولة سنوياً، لكنه يزور دول الخليج سنوياً نظراً للديناميكية الكبيرة في المنطقة، التي تتميز بإمكانات لا محدودة بفضل الدعم الحكومي والمستثمرين المتحمسين.

الطلب يفوق العرض

من جهة أخرى، أوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة أكور، سيباستيان بازين أن النمو الكبير في قطاع السياحة يتجاوز بكثير القدرة الاستيعابية للبنية التحتية الفندقية في المنطقة.

وقال بازين «من المتوقع أن ينمو قطاع السياحة والضيافة بنسبة تتراوح من 5 في المئة إلى 7 في المئة سنوياً خلال العشرين عاماً المقبلة، بينما سيتزايد العرض بنسبة تتراوح من 2 في المئة إلى 3 في المئة فقط».

أشار بازين إلى أن هذه الفجوة الكبيرة بين الطلب والعرض تخلق فرصاً استثمارية هائلة، لا سيما في دول مثل الإمارات والسعودية، حيث تمتلك المنطقة بنية تحتية ممتازة، بدءاً من شركات الطيران العالمية إلى المنشآت السياحية والمعمارية المتميزة.

وأوضح بازين أن منطقة الشرق الأوسط تتميز بأنها «تملك الخطة، والرؤية، والجغرافيا، والأهم من ذلك الموارد المالية لتنفيذ تلك الخطط».

معدلات إشغال مرتفعة

على الرغم من التحديات العالمية التي تواجه قطاع السياحة، شهدت فنادق منطقة الخليج معدلات إشغال مرتفعة هذا العام، إذ ارتفعت معدلات الإشغال الفندقي إلى أكثر من 60 في المئة في بعض دول الخليج، مع توقعات بأن تصل إلى 70 في المئة بحلول نهاية العام، مدعومة بتزايد الفعاليات الكبرى والمؤتمرات العالمية التي تستضيفها المنطقة.

من جانبه، أشار رئيس مجموعة فنادق ومنتجعات IHG في منطقة الهند والشرق الأوسط وإفريقيا، هيثم مطر في حديثه إلى الأداء القوي لفنادق المجموعة في الإمارات والسعودية.

وذكر مطر أن «الفعاليات والمؤتمرات الكبرى، مثل القمة العالمية للضيافة، تلعب دوراً كبيراً في زيادة معدلات الإشغال والإيرادات الفندقية».

وأشار مطر إلى أن فنادق المجموعة في الإمارات شهدت صيفاً غير مسبوق في نسبة الإشغال إذ تراوحت نسبة الإشغال بين 40 في المئة و60 في المئة خلال الأشهر الصيفية، وهي نسبة لم تُسجل من قبل في تلك الفترة.

كما أوضح مطر أن المملكة العربية السعودية شهدت أداءً رائعاً، إذ بلغت معدلات الإشغال في بعض المناطق مثل مكة والمدينة ما بين 70 في المئة و75 في المئة.

استثمارات ضخمة في المستقبل

استمرار النمو في قطاع الضيافة لا يتوقف عند تحقيق معدلات إشغال مرتفعة فقط، بل يشمل أيضاً توسعات كبيرة واستثمارات ضخمة في المنطقة.

فقد بلغت قيمة الاستثمارات الفندقية الجديدة في منطقة الخليج نحو 4 مليارات دولار في عام 2023، ما يعزز دور المنطقة كوجهة رئيسية للاستثمارات العالمية.

أكد هيثم مطر أن مجموعة IHG تخطط لافتتاح العديد من الفنادق الجديدة في المنطقة خلال السنوات المقبلة.

وذكر مطر أن المجموعة تدير حالياً 33 فندقاً في الإمارات، وهناك 10 فنادق إضافية قيد الإنشاء، كما أعلن عن مشروع بناء أطول برج فندقي في العالم تحت العلامة التجارية «كوليكشن» في دبي، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية لافتتاح فندق ريجنت في المدينة، والذي يُعد من أفخم العلامات التجارية للمجموعة.

في المملكة العربية السعودية، تسعى مجموعة IHG إلى مضاعفة عدد فنادقها في السنوات الثلاث المقبلة.

وقال مطر «نحن ندير حالياً 44 فندقاً في المملكة، ولدينا خطط لتوسيع هذا الرقم ليصل إلى ضعف هذا العدد خلال السنوات المقبلة، خاصة في المدن الرئيسية مثل مكة والمدينة».