ليست مشاهد سينما هوليوود التي تُظهر القدرة العسكرية الخارقة للولايات المتحدة ببعيدة كثيراً عن الواقع.
فحصة الولايات المتحدة من سوق الصناعات العسكرية تناهز 72 في المئة من إجمالي الشركات العالمية العاملة في القطاع، حتى إن أربعاً من أكبر خمس شركات دفاع في العالم أميركية، وتأتي على رأسها «لوكهيد مارتن» التي قامت بتطوير أول طائرة بتقنية التخفي من الرادار والتي دخلت الخدمة في سلاح الجو الأميركي تحت اسم «إف 117 نايتهوك».
أكبر الشركات الدفاعية
يتتبع مؤشر «إم إس سي آي» للطيران والدفاع أسهم شركات الطيران والفضاء، ويضم 26 شركة بقيمة تتجاوز 915 مليار دولار، وقد قفز بنحو 28 في المئة منذ عام 2021، وسط التوتر الجيوسياسي العالمي المتصاعد منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وتتصدر شركة لوكهيد مارتن الأميركية للصناعات العسكرية قائمة كبرى شركات الصناعات العسكرية، وقد حققت عوائد تتجاوز 63 مليار دولار عام 2022 وحده.
في المركز الثاني تأتي «آر تي إكس» لأنظمة الطيران والدفاع ومقرها فيرجينيا، بعوائد تناهز 40 مليار دولار العام الماضي، وتضم تحت جناحها « رايثيون تكنولوجيز»، و«كولينز أيروسبيس»، و«برات آند ويتني»، وغيرها، وقد تأسست في أبريل نيسان عام 2000.
ثم يأتي ثالثاً تكتل « نورثروب غرومان» للصناعات الجوية والعسكرية، الذي تقدم مرتبة في القائمة هذا العام بعد تحقيقه عوائد قدرها 32.4 مليار دولار في 2022.
ورابعاً، شركة صناعة الطيران الصينية « آفيك»، بعوائد تناهز 31 مليار دولار مع نهاية العام الماضي، والتي تقدمت مركزين هذا العام بعد أن أزاحت شركة «جنرال ديناميكس» التي تأسست في فبراير شباط 1952، ومقرها فيرجينيا في الولايات المتحدة.
خامساً تأتي « بوينغ» التي تشكل مبيعات الأنظمة الدفاعية نحو 46 في المئة من مبيعاتها، وقد حققت «بوينغ» عوائد دفاعية قدرها 30.8 مليار دولار عام 2022، لكنها تراجعت من المركز الثالث الذي احتلته العام الماضي.
من يسيطر على سوق الأنظمة العسكرية؟
تستأثر الولايات المتحدة بالسوق بشكل عام، إذ إن شركاتها تشكل نحو 70.3 في المئة من إجمالي حجم المؤشر، حسبما تشير أحدث بيانات إم إس سي آي.
وقد شهدت شركات الدفاع الأميركية قفزات قياسية في العامين الماضيين تُرجمت بارتفاع صادرات الأسلحة بنسبة 33 في المئة، مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
ميزانية تعادل ميزانيات 10 دول
أنفقت الولايات المتحدة الأميركية 876.9 مليار دولار عسكرياً في 2022، وهو رقم يفوق ميزانيات عشر دول مجتمعة، منها الصين -ثاني أكبر منفق عسكري في العالم بنحو 292 مليار دولار- وروسيا التي تمتلك وسط حربها الطاحنة في أوكرانيا ميزانية عسكرية لا تتجاوز 86.4 مليار دولار.
أضف إلى ذلك، الهند التي تأتي في المركز الثالث عالمياً من حيث الإنفاق العسكري بإجمالي 81.4 مليار دولار، والسعودية أكبر منفق عربي بنحو 75 مليار دولار، ثم كلاً من بريطانيا (68.5 مليار دولار)، وألمانيا (55.8 مليار دولار)، وفرنسا (53.6 مليار دولار)، وكوريا الجنوبية (46.4 مليار دولار)، واليابان (46 مليار دولار)، وأوكرانيا (44 مليار دولار) التي تعيش حرباً ضروساً مع روسيا منذ فبراير شباط 2022.