تقارير عديدة سبق أن تحدثت عن تلقي فصائل فلسطينية، مثل حركة المقاومة الإسلامية حماس عبر جناحها العسكري كتائب القسام، وحركة الجهاد الإسلامي، تبرعات وأموالاً عبر بتكوين وغيرها من العملات المشفرة حتى ما قبل الحرب بين غزة وإسرائيل.

هل تتعامل حماس والفصائل الفلسطينية بالعملات المشفرة؟

صحف عالمية منها سي إن إن، وول ستريت جورنال، فوربس، رويترز، وغيرها، ذكرت الأسبوع الماضي أن حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية تلقت 93 مليون دولار من العملات المشفرة بين أغسطس 2021 ويونيو 2023، وأشارت إلى أن حماس تلقت نحو 41 مليون دولار في الإطار الزمني نفسه.

لكن شركة إليبتيك التي تتعقب المعاملات المالية المنقولة عبر البلوكتشين، والتي صدر عنها التقرير شككت بأن كل هذه الأموال ذهبت للفصائل، ورأت أنها مبالغ بها جداً، لكنها كشفت أن حماس بدأت في طلب التبرعات بالبتكوين في عام 2019 وأن المساهمات بلغت ذروتها في مايو 2021.

وجاء في تقريرها «تسمح شفافية تقنية بلوكتشاين بتتبع الأموال غير المشروعة، وفي بعض الحالات ربطها بهويات العالم الحقيقي، بالإضافة إلى ذلك، عادةً ما يستفيد مستخدمو العملات المشفرة من الخدمات المركزية مثل البورصات أو العملات المستقرة، مثل يو إس دي تي، وتيثير».

كما كشفت الشركة أنه تم التبرع بمبلغ 21000 دولار فقط من العملات المشفرة منذ 7 تشرين الأول أكتوبر، لكنه تم تجميد جزء كبير من هذا المبلغ، ما منع الفصائل من القدرة على استخدام هذه الأموال.

وأضافت أنه في التاسع من تشرين الأول أكتوبر، تم تجميد نحو 9000 دولار من التبرعات بالعملة المستقرة من قبل شركة Tether، الجهة المصدرة لتلك العملة.

يذكر أنه قبل عام واحد بالتحديد، حجبت منصة إكس (تويتر سابقاً) حسابات تابعة لفصائل، كانت بالفعل تدعو مناصريها عبر حملات علنية للتبرع لها باستخدام البتكوين.

لكن المنظمة الفلسطينية أنهت طلباتها العلنية للتبرعات المشفرة بحلول أبريل نيسان 2023 في إجراء قالت إنه يهدف لحماية مناصريها وهوياتهم، خصوصاً بعد التعرض لهم من السلطات الإسرائيلية.

الأرقام غير دقيقة

أرقام وول ستريت جورنال قد تكون غير دقيقة أيضاً حسبما أكدت شركة تشايناليسيس المنافسة لـ إليبتيك، مشيرة إلى أن مقدم الخدمة فقط هو الذي يعرف عمليات الإيداع والسحب المرتبطة بعملاء محددين، ويتم الاحتفاظ بهذه المعلومات في دفاتر الطلبات الخاصة بهم، والتي لا تكون مرئية.

من جهة أخرى، حماس لم تنفِ يوماً تعاملها بالعملات المشفرة كنوع من تجنب العقوبات الأميركية المفروضة عليها وعلى أنشطتها، وكانت السلطات الإسرائيلية كشفت مع بداية أحداث السابع من أكتوبر تشرين الأول عن تجميد محافظ وحسابات عدة لحماس بالتعاون مع منصة باينانس العالمية، وبدورها كانت وزارة العدل الأميركية قد صادرت في 2021 نحو 150 حساباً بالعملات المشفرة تابعاً لكتائب القسام.

سوق العملات المشفرة

لطالما تعرض سوق العملات المشفرة الذي ارتفع بأكثر من 300 مليار دولار منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول حتى اليوم، لضغوط رسمية على خلفية كونه ملاذاً محتملاً للتحويلات المالية عبر العالم، وهو ما دفع بالفعل 86 عضواً في الكونغرس الأميركي، لمطالبة إدارة بايدن بالكشف عن تفاصيل حول خططها لمنع المنظمات المسلحة من استخدام العملات المشفرة.

قفزت عملة بتكوين، وهي أكبر عملة مشفرة والأكثر تداولاً بنسبة 113 في المئة منذ بداية العام الجاري متجاوزة مستوى 35 ألف دولار للمرة الأولى منذ أبريل نيسان 2022.

وزادت «الإيثريوم»، وهي ثاني أكبر عملة مشفرة في السوق، بنسبة 57 في المئة منذ بداية 2023 لتبلغ نحو 1883 دولاراً، وهو الأعلى منذ يوليو تموز 2023.

الجدير بالذكر أيضاً ارتفاع عملات غير معروفة أو متداولة كثيراً مثل بانكايك سواب التي زادت 77% خلال الأسبوع الأخير المنصرم، وكذلك عملة كرونوس التي زادت بأكثر من 30% خلال الأسبوع الأخير المنصرم.

أما القيمة السوقية الإجمالية لسوق العملات المشفرة، فقد ربحت ما يتجاوز 300 مليار دولار منذ بداية أكتوبر تشرين الأول الماضي، مسجلة 1.3 تريليون دولار.