للمرة الأولى منذ 2020، تنخفض وتيرة عمليات الاحتيال في سوق العملات المشفرة، فعلى الرغم من سرقة نحو مليارَي دولار خلال 2023، فإن هذا المبلغ الضخم أقل بنسبة 50 في المئة مما تمت سرقته في العام السابق 2022، حسب ما جاء في تقرير صادر عن شركة «TRM Labs».

وعلى الرغم من وقوع 160 حادث قرصنة تم الإبلاغ عنها في 2023، فإن إجمالي قيمة السرقات البالغ 1.7 مليار دولار حتى نهاية نوفمبر تشرين الثاني كان أقل بكثير مقارنة بالخسائر البالغة أربعة مليارات دولار التي تكبدتها صناعة العملات المشفرة في 2022.

عمليات الاحتيال في سوق العملات المشفرة

لفت التقرير إلى أن ما يقرب من 60 في المئة من الهجمات كانت عبارة عن هجمات على البُنية التحتية، مضيفاً أن مثل هذه الهجمات بلغت في المتوسط 30 مليون دولار لكل حادث.

يُضفي هذا حالة من التفاؤل حيال مستقبل السوق، التي لم تستطع حتى اليوم تجاوز فكرة كونها من أكثر الأصول خطورة على الإطلاق، خصوصاً وسط ضعف التشريعات اللازمة لضبط تداولها من جهة، وتعقبها من جهة أخرى.

أبرز نكسات سوق العملات المشفرة في 2023

عقب إفلاس منصة إف تي إكس في نوفمبر تشرين الثاني 2022، كانت البداية في 2023 مع انطلاق محاكمة سام بانكمان فريد، ثم القبض على مؤسس تيرّا، دو كوون، الذي كان مسؤولاً عن خسارة المستثمرين نحو 40 مليار دولار، وبعد ذلك انتصار عملة إكس آر بي الرقمية التابعة لشركة ريبل على هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في دعوى محتدمة، وكذلك الدعاوى المتتالية بحق بينانس وكوين بيز في الولايات المتحدة، والتي انتهت باستقالة أحد أبرز وجوه الصناعة، تشانبينغ تشاو، وهو الرئيس التنفيذي لمنصة بينانس.

لكن عدا ذلك كله، فقد شكّل عام 2023 كذلك نهضة لهذه السوق، بعد ارتفاع بتكوين، أكبر عملة مشفرة على الإطلاق، من 17 ألف دولار إلى نحو 43 ألف دولار.

العملات المشفرة في 2024

جو التفاؤل حيال العملات المشفرة تكرّس وسط مؤشرين؛ الأول يكمن في بلوغ مؤشر السوق حالة الجشع الشديد عند 76 نقطة، ما يدل على موجة شراء واسعة، والثاني يتجلى في افتتاح سوق العملات المشفرة تداولاتها في اليوم الأول من 2024 بارتفاع القيمة الإجمالية فوق 1.7 تريليون دولار للمرة الأولى منذ مايو 2022.

البداية الخضراء للعام الجديد رفعت بتكوين نحو سبعة في المئة، لتتجاوز 45 ألف دولار للمرة الأولى منذ أبريل نيسان 2022.

والإيثريوم كذلك، ثاني أكبر عملة مشفرة في العالم، استهلت عام 2024 بمكاسب فوق الأربعة في المئة، لتبلغ أعلى مستوياتها منذ مايو أيار 2022.

أما عملة بي إن بي الخاصة بمنصة بينانس، والتي تلقت ضربة كبرى العام الماضي أدت إلى استقالة رئيسها التنفيذي تشانبينغ تشاو، فقد قفزت أكثر من 16 في المئة خلال اليوم الأول من 2024، متجاوزة أعلى مستوياتها منذ مايو أيار 2023.

أما التوقعات لهذا العام، فترتكز بشكل أساسي على الموافقة المحتملة على صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين والإيثريوم، التي من المرجح أن تدعم السوق بقوة، وكذلك آمال تحسن النشاط الاقتصادي العالمي وسط ترجيحات المحللين أن يبدأ خفض أسعار الفائدة في مارس آذار المقبل.