كان عام 2023 الأفضل للجنيه الإسترليني مقابل الدولار منذ 2017، حيث احتل مرتبة ثاني أفضل أداء بالعالم بعد الفرنك السويسري الذي بلغ أعلى مستوياته في 9 سنوات نهاية 2023.

هذا الأداء جاء مفاجئاً بعد المستوى القياسي المتدني الذي سجله الإسترليني قبل نحو 16 شهراً، أي عقب قرار رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تراس الذي هز الأسواق عندما اقترحت تخفيضات ضريبية غير ممولة، دافعة الإسترليني آنذاك لتسجيل أدنى مستوى له على الإطلاق عند 1.03 دولار.

الإسترليني مقابل الدولار

عوامل عديدة تحرك الجنيه الإسترليني، وهو كأي عملة أخرى، يتأثر أولاً بأداء الاقتصاد المحلي، وقد تكون نقطة القوة الأبرز هي توقعات غالبية المحللين بأن بنك إنجلترا المركزي سيتخلف عن البنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في تيسير السياسة النقدية، الأمر الذي سيُبقي على دعم الإسترليني وسط أسعار فائدة هي الأعلى منذ 15 عاماً.

يشير تيسير السياسة النقدية إلى سياسة خفض أسعار الفائدة لتنشيط الاقتصاد.

العامل الثاني حسبما أشار الخبير الاقتصادي جو يرق، في حديث لـ«CNNالاقتصادية»، هو احتمال توجه الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة ابتداء من مارس آذار ولثلاث مرات على مدار 2024، وهو الأمر الذي سيُضعف زخم الدولار أمام العملات الأخرى.

ثالثاً، تترقب بريطانيا انتخابات عامة مفصلية في النصف الثاني من 2024، والتي ستؤثر بلا شك على التوجه الاقتصادي في بلد يعاني لرفع النمو وزيادة الإنتاجية.

أمر مهم آخر، هو أن سعر الإسترليني مقابل الدولار حساس بشكل خاص للأسهم، ويتفاعل بشكل إيجابي مع ارتفاع أسعار الأسهم في الولايات المتحدة وأوروبا، والتي تميل إلى تحقيق أداء جيد وسط تفاؤل تيسير السياسة النقدية، بعد أداء جيد أيضاً في 2023.

الاقتصاد البريطاني

ربما يكون الاقتصاد البريطاني في حالة ركود بالفعل، وقد شهد ثاني أضعف تعافٍ من جائحة كوفيد-19 في مجموعة السبع بعد ألمانيا، وقد شهد تعديل الناتج المحلي الإجمالي البريطاني بالخفض ليظهر انكماشاً بنسبة 0.1 في المئة في الربع الثالث من العام الماضي.

كما تجدر الإشارة إلى أن سياسات رئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك خلال الأشهر المقبلة ستكون عاملاً إضافياً لتحريك الإسترليني وسط احتمالين أساسيين، الأول هو اعتماده سياسات قصيرة الأجل تسهم في دعمه انتخابياً، والثاني هو السير في الطريق الأشد صعوبة بسياسات مستدامة قد لا تكون شعبية.