تُوفّي رجل الأعمال والملياردير المصري محمد الفايد عن عمر يناهز 94 عاماً، وفقاً لما أوردته وسائل إعلام مصرية.
وشُيّعت جنازة الفايد، الذي احتل المركز الثاني عشر في ترتيب قائمة الأثرياء العرب، من مسجد ريجنز بارك في لندن.
رحل الفايد تاركاً وراءه ثروة قدرتها مجلة فوربس في نوفمبر تشرين الثاني بنحو مليارَي دولار، وإرثاً مزج بين المغامرة والألم.
فمن هو الفايد، الذي رحل بعد يوم واحد من الذكرى السادسة والعشرين لوفاة نجله؟
بداية متواضعة
وُلد محمد الفايد في 27 يناير كانون الثاني 1929 في مدينة الإسكندرية بمصر، وبدأ حياته عاملاً بسيطاً في ميناء المدينة التي تطل على البحر المتوسط، لكن حلم الثراء ظل دوماً يداعب مخيلته.
بدأ الفايد في تكوين ثروته عندما سافر إلى السعودية، وتزوج من الكاتبة سميرة خاشقجي شقيقة رجل الأعمال السعودي المعروف عدنان خاشقجي الذي ساعده في الدخول إلى عالم الاستيراد بالمملكة المتحدة.
أنجب من سميرة ابناً واحداً هو عماد، أو دودي كما عُرف في وسائل الإعلام في وقت لاحق، بالإضافة لأبناء من زيجة أخرى.
في عام 1966، أصبح مستشاراً لسلطان بروناي وأسس شركة الشحن الخاصة به جينيفاكو.
خلال الستينيات من القرن الماضي، سافر الفايد إلى بريطانيا واستطاع أن يتعاقد مع شركة بريطانية كُبرى لبناء ميناء دبي، ثم سافر لألمانيا لجذب شركات للتنقيب عن البترول في الإمارات.
في عام 1979، اشترى فندق الريتز في باريس مقابل 30 مليون دولار أميركي.
هارودز
لكن الصفقة التي فتحت له أبواب الثراء على مصراعيها جاءت في عام 1985 عندما استحوذت شركته على «هاوس أوف فريزر»، الشركة الأم لسلسلة متاجر هارودز الشهيرة، في حدث حظي بتغطية إعلامية واسعة في ذلك الوقت.
فجرت الصفقة جدلاً آنذاك بسبب التنافس بين الفايد وتيني رولاند، رئيس شركة «لونرو» للتعدين حينها، والذي حاول عرقلة البيع للفايد بحجة كسر قوانين الاحتكار، لكن هذه المحاولات لم تثنِ الفايد عن هدفه؛ إذ نجح في إتمام شراء المتجر ليبدأ بعدها عملية تجديد شاملة بلغت تكلفتها 300 مليون جنيه إسترليني.
وفاة دودي
لكن العالم لم يعرف اسم الفايد بالفعل إلا عندما لقي ابنه دودي حتفه في حادث سيارة مع الأميرة ديانا في 31 أغسطس آب عام 1997، في قضية هزت العالم بأسره وقتها.
فالفايد الذي كان على قناعة بأن الحادث مدبر، وصل إلى حد توجيه أصابع الاتهام للمخابرات البريطانية والأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث، الأمر الذي أحدث شرخاً في علاقته بالأسرة الحاكمة البريطانية، ودفع وسائل إعلام بريطانية إلى اتهامه بالترويج لنظريات المؤامرة، بلغ حزنه على وفاة ابنه الوحيد حداً جعله ينصب له تمثالاً من البرونز مع الأميرة ديانا داخل متجر هارودز، وظل التمثال منصوباً هناك إلى أن استعاده الفايد بعدما باع المتجر للقابضة القطرية في 8 مايو أيار عام 2010 بقيمة 1.3 مليار جنيه إسترليني.
في عام 2013، باع أيضاً ملكية نادي فولهام لكرة القدم الذي استحوذ عليه لأول مرة في عام 1997 للملياردير شهيد خان مقابل 300 مليون دولار.
وفقاً لمجلة فوربس في نوفمبر تشرين الثاني 2022، قُدّرت ثروته الصافية بنحو 1.9 مليار دولار، واحتلت تلك الثروة المرتبة رقم 1512 في العالم.