يصل حجم المطالبات الطبية في قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات إلى 1.2 مليار دولار شهرياً، وغالباً ما تتأخر شركات التأمين عن دفوعاتها بمعدل شهر إلى ثلاثة أشهر ليتمكن مزودو خدمات الرعاية الصحية من استيفاء 90% من مستحقاتهم.
وقال نافيد أوراكزاي، الرئيس التنفيذي لـ«الخير كابيتال» لـ«CNN الاقتصادية» إن «ذلك يشكل تحدياً معقداً في القطاع الصحي الذي من المقدر أن يبلغ حجم الإنفاق عليه 100 مليار دولار في دول الخليج بحلول عام 2027».
وكخطوة نحو إيجاد حلول مستدامة لمعالجة هذه التحديات، أطلقت «الخير كابيتال» بالتعاون مع “كلايم تكنولوجي لخدمات التكنولوجيا المالية” صندوق الخير للرعاية الصحية.
الرعاية الصحية والتمويل الإسلامي
يعد «صندوق الخير للرعاية الصحية» أول صندوق في الشرق الأوسط يتبع نظم الشريعة الإسلامية، ومن المتوقع أن يصل حجم الأصول المدارة إلى 100 مليون دولار.
ويهدف الصندوق إلى تمويل عملية شراء المطالبات المستحقة على شركات التأمين من مزودي خدمات الرعاية الصحية مقابل عمولة تحتسب وفق تقرير درجة المخاطر لكل عميل، وذلك من خلال تطبيق نظم الذكاء الاصطناعي الأمر الذي من شأنه توفير السيولة المطلوبة لمزودي الخدمات الطبية مع مراعاة حقوق العائدات للمستهلك.
ولهذه الغاية، تحالفت «الخير كابيتال» مع شركة كليم تكنولوجي (شركة التكنولوجيا المالية المتخصصة بتوفير حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي) لتقييم المطالبات المالية بهدف الحد من المخاطر المحتملة وتطبيق منهجية استباقية لتقييم مزودي الرعاية الصحية.
وقال كريم دقي، الرئيس التنفيذي لشركة «كليم» لـ«CNN الاقتصادية»، «إن هدف الشراكة يكمن في إيجاد حلول لتحديات السيولة الملحة في قطاع الرعاية الصحية».
حلول عبر الذكاء الاصطناعي
وقال إن توظيف التكنولوجيا في تقييم المطالبات التأمينية المدعومة بالذكاء الاصطناعي سيعزز ويسرع عملية المطالبات، ويسهل المدفوعات الفورية للمنشآت الطبية.. ويتماشى هذا التعاون مع مهمة الشركة الرامية إلى توفير حلول تكنولوجية تحويلية لصناعة الرعاية الصحية.
ولفت الى أن السوق تشهد ظاهرة تمكين الاقتراض عبر التكنولوجيا، الأمر الذي يوفر قنوات تمويل بديلة لنيل التمويل اللازم لمسار الأعمال لمزودي خدمات الرعاية الصحية.
وقال آفاق مووامبر، رئيس قسم عمليات الأسهم الخاصة في شركة «الخير كابيتال دبي»، «يقدم الصندوق للمستثمرين هيكلاً استثمارياً يتميز بكونه منخفض التقلبات ومُدراً للدخل.. كما يسهّل الصندوق الوصول إلى قطاع الرعاية الصحية سريع النمو في المنطقة، ويهدف إلى تحقيق عائد سنوي يتراوح من 6 إلى 12%».
وتوقع أوراكزاي أن يصل حجم الإنفاق على القطاع الصحي في دول الخليج إلى 100 مليون دولار خلال عام 2027.