تأسست مجموعة أستر دي. إم. للرعاية الصحية منذ أكثر من 30 عاماً على يد آزاد موبين، وهي تعمل في كلٍّ من الهند وست دول خليجية تحت ثلاث علامات تجارية هي: أستر وميدكار وأكسس كشركة عائلية، وتتنوع شبكة خدماتها بين العيادات والمستشفيات والصيدليات لتشكّل نموذجاً للرعاية الصحية المتكاملة.
وأعلنت المجموعة مؤخراً عن إعادة الهيكلة بهدف التوسع إقليمياً نظراً لما توفره أسواق المنطقة من طلب مطرد على الخدمات الطبية ولتتماشى استراتيجيتها مع ديناميكية النمو التي تشهدها المنطقة.
ويقول آزاد موبين، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة أستر دي إم للرعاية الصحية، إن «القرار الاستراتيجي لفصل عمليات الهند ودول مجلس التعاون الخليجي كان مبنياً على الأساس المنطقي لإنشاء قيمة عادلة لكلا الكيانين، ما أدّى إلى إنشاء كيانين مستقلين يركّز كلٌّ منهما على منطقته الجغرافية»، موضحاً أنهما قادران على الاستفادة من فرص النمو في أسواقهما.
وتابع موبين «ففي الهند، نظل مروجين للخدمات وملتزمين بخططنا للنمو، وبالتالي فقد رفعنا حصتنا إلى 42 في المئة في وقتٍ سابق من هذا العام، كما يواصل كبار المساهمين من المؤسسات استثمارهم، ما يعكس الثقة العامة في نموذج أعمال الشركة في الهند واستراتيجية الدخول في السوق التي تغطي قطاعات مجال الرعاية الصحية جميعها».
وكشفت أليشا موبين، التي تقلدت منصب العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة أستر في الخليج، لـ«CNN الاقتصادية»، أن الشركة كانت تدرس القرار منذ أكثر من خمس سنوات عندما أُدرجت الشركة في بورصة الهند.
النتائج الإيجابية
ووفقاً لأليشا موبين، يشكّل الخليج المصدر الرئيسي لأعمال الشركة، إذ إنها لا تتجاوز نسبة 20 في المئة في الهند، «لا تتفهم السوق الهندية طبيعة العمل في هذه المنطقة إذ تنحسر شهية المستثمرين في الاستثمار في الأصول الهندية، وشعرنا حينها بأن تقدير السوق للقيمة الحقيقية للشركة ليست بالمستوى المطلوب».
وأضافت أن ما يشهده العالم من تحولات مثل العولمة وتوطين الاستثمارات من جهة ونمو وتيرة الأعمال في المنطقة من جهة أخرى كانا الدافعين الرئيسيين لقرار الفصل، الأمر الذي سيسمح برأيها بمزيدٍ من المرونة الإدارية في اتخاذ القرارات وتأمين رأس المال الكافي لتمويل العمليات التوسعية التي تطمح الشركة لتحقيقها في المنطقة.
وسيوفّر هذا الانفصال لشركة أستر- الهند فرصة لتوسيع قاعدة المستثمرين المؤسسيين لتشمل المستثمرين المفوضين بالاستثمار في الهند فقط أو أغلبية الشركات، كما سيستفيد المساهمون في أعمال القطاع الهندي من إعداد تقارير أفضل عن المعايير التشغيلية والمالية لهذه الشركة المسجّلة.
إعادة الهيكلة
تُقدر القيمة السوقية للأعمال المشتركة بين الهند والخليج بمليارَي دولار منها 1.7 مليار هي القيمة السوقية لأستر الخليج التي قُدرت قيمة حقوق الملكية الخاصة لها بمليار دولار.
ورفضت أليشا الإفصاح عن توزيع الحصص في الصفقة الجديدة أو حجمها.
وقالت الشركة في بيان صحفي إن فجر كابيتال، وهي شركة أسهم خاصة مقرها الإمارات، قادت عملية الاستحواذ على 65 في المئة من أسهم أستر بموجب تحالف بين جهاز الإمارات للاستثمار، وشركة الداو القابضة (الذراع الاستثمارية لمجموعة الساير)، وشركة هنا للاستثمار (إحدى الشركات التابعة لشركة العليان للتمويل) وشركة وفرة للاستثمار الدولي، ومن المتوقع إتمام الصفقة بحلول مارس آذار 2024.
وبموجب هذه الصفقة، باتت عائلة موبين تمتلك حصة أقلية من أسهم الشركة بما لا يتعدى 35 في المئة، وقالت أليشا إن هذا الموضوع لا يشكّل خطراً وإنما فرصة للنمو مع شركاء استراتيجيين وموضع ثقة معتبرة أن هذا الانفتاح هو نموذج مبتكر سيسهم بزيادة رأس المال وتمكين الشركة من التوسع والحفاظ على حصصها السوقية في سوق الرعاية الصحية.
أستر تتوسع في السعودية
تضم شبكة أستر الخليج للرعاية الصحية نحو 15 مستشفى و118 عيادة و276 صيدلية في منطقة الخليج، وكشفت أليشا أن دخول شركاء استراتيجيين سيعود بالفائدة على خطط أستر التوسعية لا سيما في السوق السعودية، مشيرة إلى توقيع شراكة استراتيجية مع مجموعة الحكير لتوسيع شبكة الصيدليات إلى نحو 200 صيدلية بالمملكة خلال السنوات الثلاث القادمة.