قال النائب الأول لحاكم إمارة دبي الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم خلال افتتاح قمة دبي للتكنولوجيا المالية التي عقدت في دبي يومي 6 و7 مايو أيار 2024 «نحن اليوم نتحدث من المستقبل إذ يعيد الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة والتكنولوجيا المبتكرة تشكيل ملامح القطاع المالي، ويقع على عاتقنا استكشاف الآثار الإيجابية لهذه التقنيات في الخدمات المالية».
وحققت قمة دبي للتكنولوجيا المالية التي نظمها مركز دبي المالي العالمي في نسختها الثانية زيادة في عدد المشاركين بنحو 60 في المئة مقارنة بالعام الماضي مع وصول عدد المشاركين هذا العام إلى نحو 8000 مشارك من أكثر من 100 دولة.
واستقطبت القمة هذا العام أسماء عالمية بارزة في قطاع التكنولوجيا المالية وصناع قرار ورؤساء تنفيذيين لكبريات الشركات في إدارة الأموال والثروات والخدمات المصرفية والعملات المشفرة ومحافظي بنوك مركزية.
ورافقت فعاليات القمة العديد من الاجتماعات الجانبية التي سلطت الضوء على نقاشات تفصيلية وفق القطاعات والموضوعات المتعلقة بالتكنولوجيا المالية بهدف تعزيز الحوار بين أصحاب المصلحة في القطاعات المختلفة للنهوض بقطاع التكنولوجيا المالية والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
دبي.. إنجازات وطموحات
برهنت دبي عن مكانتها كمركز إقليمي مالي عالمي حيث تعد اليوم موطناً لنحو 60 في المئة من شركات التكنولوجيا المالية العاملة في الخليج.
وتهدف قمة دبي للتكنولوجيا المالية إلى تشكيل مسارات جديدة للتميز في القطاع المالي العالمي، إذ أعرب محافظ مركز دبي المالي العالمي عيسى كاظم أن المركز يعد محركاً رئيسياً لنمو اقتصاد الإمارة دبي ومساهماً أساسياً في الناتج المحلي الإجمالي.
وأضاف كاظم أن معدل النمو السريع الذي يحققه المركز يتماشى ومستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 الرامية إلى مضاعفة حجم اقتصاد الإمارة وتعزيز مكانتها كواحدة من أفضل المدن الاقتصادية في العالم بقطاع الأعمال والاستثمار.
وكانت الرئيسة التنفيذية لمؤشر ناسداك للأوراق المالية بأميركا، أدينا فريدمان قد لفتت في كلمتها خلال القمة إلى النمو المطرد الذي حققته المنطقة خلال السنوات الأخيرة واصفة بيئة الاكتتاب العام بالقوية على عكس السوق الأميركية، وقالت «أعتقد أنه جُمع رأس المال هنا العام الماضي أكثر مما جُمع في ناسداك».
من جانبه قال الرئيس التنفيذي لمركز دبي المالي العالمي عارف أميري إن لدبي دوراً محورياً في النظام المالي العالمي وهي قوة محفزة للنمو الاقتصادي والتطور التكنولوجي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومن المتوقع أن يصل حجم سوق التكنولوجيا المالية العالمي الى 608 مليارات دولار بحلول عام 2029 وفقاً لشركة موردور إنتلجنس المتخصصة في أبحاث السوق والاستشارات، ويصل معدل النمو السنوي المركب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 8 في المئة بين عامي 2024-2028.
فرص واعدة بعدة مجالات
تزخر التكنولوجيا المالية بالكثير من الفرص لتحسين الخدمات المالية وتسهيل شموليتها وتحسين الكفاءة والفعالية وتعزيز الابتكار وتحقيق الشفافية والحوكمة وخفض التكلفة وإدارة المخاطر.
ومن المتوقع حسب مجموعة بوسطن للاستشارات أن تنمو إيرادات التكنولوجيا المالية بستة أضعاف من 245 مليار دولار إلى 1.5 تريليون دولار بحلول عام 2030.
ووفق التقرير نفسه يحتل قطاع التكنولوجيا المالية حالياً نسبة 2 في المئة من إيرادات الخدمات المالية العالمية البالغة 12.5 تريليون دولار، ومن المتوقع أن تصل نسبته إلى 7 في المئة في عام 2030 على أن تشكل التكنولوجيا المالية المصرفية ما يقرب من 25 في المئة من جميع التقييمات المصرفية في جميع أنحاء العالم بحلول ذات العام.
وتوافقت آراء الخبراء خلال قمة التكنولوجيا المالية إلى أن استخدام التكنولوجيا في الخدمات المالية هو الممكن الرئيسي لتحقيق النمو والازدهار والاستدامة، وأن هذه التقنيات الحديثة بدءاً من المدفوعات ووصولاً للاستثمار وإدارة الثروات والأصول الرقمية ستعيد تصور مستقبل التمويل لا سيما إذا ما تكاملت مع الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحقيق نقلة نوعية في أداء الشركات والإنتاجية.
وكان كبير مسؤولي الابتكار لدى بلاك روك كفير غودريتش قد أشار إلى الدور الكبير الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي، قائلاً إن الذكاء الاصطناعي هو فرصة ذهبية، وقواعد اللعبة تكمن في كفاءة وإنتاجية الذكاء الاصطناعي والتي عليها أن تعتمد بشكل كبير على إدخال البيانات ذاتها وليس الاقتصاد على إجراء الحسابات.
ويبقى إيجاد البيئة التنظيمية والتشريعية للحد من المخاطر وتعميق التعاون الدولي في عمليات الدفع الرقمي حجر زاوية للنهوض بصناعة التكنولوجيا المالية للمزيد من الشمولية والموثوقية.