في ظل الانتعاش الاقتصادي العالمي بعد جائحة كوفيد-19، تسعى شركات الطيران للاستفادة من الفرص الجديدة والتوسع في أسواق مختلفة، من بين هذه الشركات تأتي «العربية للطيران» التي وضعت خططاً طموحة لتعزيز حضورها الإقليمي والدولي، وتدفع نحو رؤية مستقبلية تهدف إلى الاستفادة من النمو المتوقع في قطاع السفر، إذ تعتزم الشركة تحديث أسطولها وزيادة كفاءته من خلال طلب 120 طائرة جديدة، وهذا التوسع لا يقتصر فقط على تحديث الأسطول، بل يشمل أيضاً تبني سياسات مستدامة تعزز من مكانتها كشركة طيران رائدة في المنطقة.
كشف عادل علي، الرئيس التنفيذي لشركة «العربية للطيران»، في حديثه مع (CNN الاقتصادية) عن خطط الشركة الطموحة لتوسيع أسطولها وتعزيز حضورها الإقليمي والعالمي، تأتي هذه الخطط كجزء من رؤية تهدف إلى الاستفادة من الانتعاش الاقتصادي العالمي بعد جائحة كوفيد-19، وأوضح علي أن الشركة طلبت 120 طائرة جديدة، سيتم تسليمها بدءاً من النصف الثاني من عام 2025، بهدف تحديث الأسطول الحالي وزيادة قدراتها التشغيلية للوصول إلى أسواق جديدة.
تشمل الطائرات الحديثة طرازات بعيدة المدى، تمكن الشركة من توسيع شبكة وجهاتها لتشمل مناطق أبعد مثل شرق آسيا وأوروبا، ما يدعم استراتيجيتها للنمو والتوسع، وذكر علي أن الطلب على السفر سيشهد نمواً ثابتاً يتراوح بين 9 و10% سنوياً خلال العقد القادم، مدفوعاً بزيادة الاهتمام بالسياحة والسفر للعمل على حد سواء، وأظهرت الدراسات أن الأفراد باتوا أكثر رغبة في السفر واستكشاف تجارب جديدة منذ الجائحة، وهو ما ينعكس إيجابياً على قطاع الطيران، خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
كما تطرق علي إلى التحديات التي يواجهها قطاع الطيران حالياً، مثل تأخير تسليم الطائرات وصعوبات الصيانة، ورغم هذه التحديات، تمكنت «العربية للطيران» من التكيف ومواصلة النمو، على الرغم من أن هذه العقبات قد تكون قد حدَّت بشكل طفيف من إمكانيات التوسع.
الاستدامة تمثل جزءاً رئيسياً من استراتيجية «العربية للطيران»، حيث تركز الشركة على تطبيق سياسات مبتكرة لتقليل الأثر البيئي لعملياتها، يشمل ذلك اعتماد أسطول حديث أكثر كفاءة في استهلاك الوقود؛ ما يقلل البصمة الكربونية للشركة، الطائرات الجديدة مثل A320neo، تقدم تحسينات كبيرة في كفاءة استهلاك الوقود، حيث توفر بين 15 و18% من الاستهلاك مقارنة بالطائرات الأقدم، وهو ما يمثل خطوة هامة نحو تحقيق أهداف الشركة المتعلقة بالاستدامة.