كشف كريم عازار، نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا في شركة «كلاوديرا»، تطلعات الشركة إلى توسيع خدماتها عبر شراكات وصفقات سيتم الإعلان عنها قريباً بهدف بناء المنتجات الأفضل.
يأتي ذلك بعد شراكة أبرمتها كلاوديرا مع إنفيديا مطلع هذا العام وحيازتها منصة فيرتا للذكاء الاصطناعي خلال شهر يونيو حزيران.
وتعد كلاوديرا رائدة في مجال توفير حلول إدارة البيانات والتحول الرقمي القائم على الذكاء الاصطناعي وعلى سحابات هجينة بهدف تلبية متطلبات الشركات في الشرق الأوسط التي تسعى إلى إيجاد حلول قابلة للتطوير وآمنة وفعالة لإدارة البيانات والتحول الرقمي القائم على الذكاء الاصطناعي.. وذلك في ظل تسابق الشركات في المنطقة لاعتماد تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.
أداء قوي
تشير الأرقام إلى قوة الأداء الحالي والتوقعات المستقبلية لشركة «كلاوديرا» لتي تأسست عام 2008 حيث حققت نمواً بنسبة تزيد على 100% في السحابة العامة على مدار الاثني عشر شهراً الماضية في 85 سوقاً، وتجاوزت إيراداتها المليار دولار أميركي، وهي تصنف من بين أفضل 1% من جميع شركات البرمجيات على مستوى العالم، وفق بيانات الشركة.
وأطلقت الشركة مؤخراً خدمة الاستدلال بالذكاء الاصطناعي كجزء من منصة إنفيديا للذكاء الاصطناعي للمؤسسات، وتعمل هذه الخدمة على تسريع عملية نشر وإدارة نماذج الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق بما يصل إلى 36 ضعفاً، ما يوفر للمؤسسات قاعدة آمنة وقابلة للتطوير وذات أداء عالٍ لتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي من المراحل التجريبية إلى الإنتاج على نطاق واسع.
وتمكن خدمة الاستدلال بالذكاء الاصطناعي من «كلاوديرا» من الاستفادة من وحدات معالجة الرسومات ( تينسور كور) من إنفيديا ووحدات معالجة الرسومات والخدمات المصغرة المدمجة، كما توفر إنتاجية تبلغ 4 أضعاف إنتاجية وحدات المعالجة المركزية التقليدية للنماذج اللغوية الكبرى وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما يتيح التطوير السريع للمساعدين الافتراضيين وروبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي وحلول معالجة اللغة الطبيعية.
وتواصل «كلاوديرا» دفع رؤيتها للبيئات السحابية الهجينة الحقيقية من خلال منصة موحدة للبيانات والتحليلات والذكاء الاصطناعي.
تسمح هذه المنصة بحركة سلسة للبيانات وأحمال العمل عبر البيئات المحلية والسحابية، ما يضمن الأمان وقابلية التوسع والامتثال للوائح المحلية المتعلقة بحماية البيانات، وفق عازار.
كما تدعم بنية بحيرة البيانات المفتوحة والمتعددة السحابات الحوكمة والأمان للبيانات وتسهل على المؤسسات إدارة ممتلكاتها الكاملة من البيانات ونشر البيانات ونماذج الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وفعال مع التركيز على الخصوصية والحوكمة.
السحابة.. سوق واعدة
أفاد عازار بأن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولاً رقمياً هائلاً حيث تلعب السحابة الهجينة دوراً رئيسياً في إطلاق نماذج أعمال جديدة ورفع مستوى الكفاءة.
وصرح بأن تبني إدارة البيانات السحابية يلقى زخماً متزايداً في منطقة الشرق الأوسط، مقدراً معدل تبني هذه الحلول لدى المؤسسات بنحو 60 في المئة في الشرق الأوسط بينما تصل هذه النسبة إلى 75 في المئة في الإمارات… وتصل نسبة التبني لدى القطاع المصرفي إلى نحو 50 في المئة.
ورأى أن هناك إفادة لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة في تبني هذه الحلول لما توفره من إمكانات وصول أقل تعقيداً وإجراءات حمائية أقل.
وشدد عازار على أن تشجيع الحكومات في السعودية والإمارات وقطر الشركات على الحوسبة السحابية أسهم في نمو القطاع بين 30 و40 في المئة سنوياً مقارنة بإدارة البيانات بالبيئات المحلية لدى المؤسسات الذي نما بين 9 و10 في المئة على أساس سنوي.
وتوقعت شركة ماكينزي أن يولد الاستخدام السحابي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلول عام 2030 أعلى قيمة من خلال تطوير المنتجات المتسارع وقابلية التوسع المفرط في الشركات الخاصة والعامة بقيمة 96 مليار دولار أميركي، و36 مليار دولار أميركي في القطاع العام.
استراتيجيات ذكية
ورغم فوائد تخزين وإدارة البيانات على السحابة فإن تحديات أساسية تعتريه من ناحية الأمان والخصوصية والاختراقات، وفي هذا الصدد يقول عازار إنه «تحت وطأة الظروف الجيوسياسية ومع كل ما يحدث حول العالم نرى أن الأنظمة السحابية الهجينة أصبحت في الواقع حقيقة، فلم تعد استراتيجيات المؤسسات قائمة على الأنظمة السحابية فقط بل تتجه أكثر نحو الأنظمة السحابية المتعددة».
ومع قيود التصدير التي تفرضها الحكومة الأميركية على رقائق إنفيديا ومدى تأثير ذلك على وتيرة تبني الذكاء الاصطناعي في المنطقة قال عازار «لا شك أن هناك نقصاً كبيراً في استخدام (GPU) وحدات معالجة الرسوم في السوق، وأعتقد أن هذا هو ما يؤخر اعتماد الذكاء الاصطناعي، ولكن أعتقد أن الاعتماد يمكن أن يكون أسرع بكثير إذا كنا قادرين على الحصول على المزيد من استخدام GPU إنفيديا، وما نراه هو أن بعض المؤسسات تحاول الحصول على بعض الاستثناءات للحصول على بعض من هذه الوحدات داخل مقرها، نحن نرى بعض المؤسسات الأخرى تتحرك نحو (السحابة العامة) حيث من المحتمل أن يكون الحصول على هذه الوحدات أسهل في بعض الحالات».
ورأى عازار أن العملاء حريصون اليوم على التأكد من أن منصة البيانات الخاصة بهم ومعايير الحكومة والأمان معدة بالطريقة الفضلى وتمكنهم من الاستفادة مستقبلاً عند توفر وحدات معالجة الرسومات ورقائق الذكاء الاصطناعي التوليدي.