ينمو اقتصاد المحتوى بوتيرة 3 أضعاف الاقتصاد الطبيعي، وتقدر قيمة هذه الصناعة بنحو 250 مليار دولار على المستوى العالمي. هذا ما كشف عنه محمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء في حكومة الإمارات حول «قمة المليار المتابع» التي ستُعقد في الفترة من 11 إلى 13 يناير الجاري في أبراج الإمارات ومركز دبي ومتحف المستقبل.
وعقد المؤتمر الصحفي في مقر المؤثرين الذي تم الإعلان عنه العام الماضي بهدف دعم مهارات المؤثرين وقدراتهم، بمن في ذلك إعلاميون ومنتجو ومطورو وناشرو محتوى والمرتقب افتتاحه قريباً.
وتنظم هذه القمة المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات التي هي مؤسسة إماراتية تُعنى بتطوير قدرات صناع المحتوى والإعلاميين في مجال الإعلام الرقمي وتعزز دورهم في تشكيل مشهد الإعلام الحديث.
وقال سعيد العطر، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، إن قمة المليار متابع أصبحت في وقت وجيز حدثاً من أهم الأحداث المرتقبة على مستوى العالم، وهي أول قمة متخصصة بتشكيل اقتصاد صناعة المحتوى وتجمع تحت سقف واحد المؤثرين وصناع المحتوى والشركات العاملة في هذا القطاع والمستثمرين ورواد الأعمال والمهتمين في الاقتصاد الرقمي وتطوراته.
القمة بالأرقام
تتميز القمة هذا العام بإدراج مسار الاقتصاد وبرنامج الاستثمار مع صناع المحتوى ONE BILLION PITCHES.
ونجحت القمة في رصد نحو 50 مليون درهم من قِبل أكثر من 10 صناديق استثمارية تتطلع إلى فرص استثمارية في مجالات صناعة المحتوى، فضلاً عن تقدم نحو 500 شركة ناشئة من 40 دولة بطلبات للحصول على الدعم.
ويشهد اليوم الختامي من القمة إعلان الفائز في برنامج الاستثمار مع صناع المحتوى الذي يعد الأول من نوعه ويهدف إلى توفير التمويل والدعم المالي للأفكار المبدعة.
وتدعم شركة شروق، إحدى كبرى شركات الاستثمار البديل، البرنامجَ بنحو 30 مليون درهم كتمويل واستثمار مباشر فيما تدعم القمة البرنامج بمبلغ تصل قيمته إلى 20 مليون درهم.
وتتراوح القيمة الإجمالية للأصول المدارة في قطاع المحتوى للشركات المشاركة في قمة المليار متابع بين 7 و8 مليارات دولار.
كما أضاف القرقاوي أن القمة تستضيف نحو 15000 ألف صانع محتوى، 60 في المئة منهم أجانب ونحو 420 متحدثاً يفوق عدد متابعيهم التريليوني شخص، ويشارك قرابة 125 رئيساً تنفيذياً وخبيراً دولياً.
وكشف القرقاوي أن ذلك يعد من أكبر التجمعات في العالم لتكون القمة منصة متكاملة تهدف إلى خلق اقتصاد المحتوى الذي يعتبر الأكثر نمواً بين الاقتصادات الناشئة، وتهدف القمة التي تعتبر التجمع العالمي الأكبر في دعم المحتوى الإبداعي إلى بناء مستقبل أفضل يؤثر على صناعة العقول «وصناعة الوعي لدى المجتمعات على مستوى العالم» كما قال القرقاوي.
وأشار القرقاوي إلى تحول الإمارات بفضل الرؤية والقيادة والجهود المبذولة على مدى 25 عاما إلى وجهة عالمية للمبدعين والمستثمرين والمواهب وإلى عاصمة لصناع المحتوى على المستوى العالمي.
الإمارات عاصمة اقتصاد المحتوى
وعزز هذا التوجه -برأي القرقاوي- البنى التحتية المتطورة والقوية التي تتمتع بها الإمارات والتي تعتبر الأولى عالمياً في مؤشر جاهزية البنية التحتية للاتصالات وسرعة الإنترنت وسهولة ممارسة الأعمال بالنسبة للمبدعين والموهوبين مدعومة بتشريعات وقوانين وخطة استباقية للوصول إلى هذه المستهدفات، «ونهدف إلى بناء اقتصاد خاص لصناعة المحتوى».
وكشف القرقاوي أن الدور العام مكّن من الوصول إلى هذه المستهدفات والشراكات بين القطاع العام والمؤثرين والقطاع الخاص، حيث يوجد في الدولة أكثر من 6000 شركة، وهي الأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب توفر قطاع إعلاني قوي، ناهيك عن توفر أصحاب المواهب والمبدعين والخلّاقين لخلق هذه التغيرات.
وأكدت عالية الحمادي، نائب رئيس المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات وكبرى منصات التواصل الاجتماعي العالمية، أن الزخم الكبير الذي تشهده «قمة المليار متابع» يواكب التطور كبير في مختلف جوانب النسخة الجديدة والتوسع في أجندة القمة لتشمل برامج تخص المبدعين في كل جوانب صناعة المحتوى وما يتعلق باقتصاد هذه الصناعة وتمويلها.
وتقدم القمة أكثر من 340 جلسة رئيسية وطاولة مستديرة وورش عمل ومناظرات حول الاقتصاد والمحتوى والتكنولوجيا.