تلجأ صناديق التحوط لاستخدام أجهزة الكمبيوتر لبيع ما يصل إلى 30 مليار دولار من الأسهم قريباً، وذلك عن طريق اتباع نظام الخوارزميات لتوجيه عمليات التداول في البورصة.
وقالت رويترز إنها اطلعت على مذكرة أصدرها بنك «يو بي إس» الاستثماري، وقد أظهرت أن صناديق التحوط، معتمدة على نظام التداول الخوارزمي الآلي، من المتوقع أن تبدأ بيع ما يتراوح بين 20 مليار دولار و30 مليار دولار في الأسبوعين المقبلين في ظل تراجع أسواق الأسهم.
وتُظهر مذكرة «يو بي إس» أن الخوارزميات تتحكم بشكل كبير في أموال المستثمرين في البورصة، لكن قبل معرفة أثر هذا التداول المرتقب وفقاً لهذه المذكرة الحديثة، ما هو التداول الخوارزمي؟ وما كيفيته؟
التداول الخوارزمي.. ما هو؟
يستخدم التداول الخوارزمي (ويسمى أيضاً التداول الآلي أو تداول الصندوق الأسود) برنامج كمبيوتر يتبع مجموعة محددة من التعليمات الخوارزمية لإجراء عملية تداول، من الناحية النظرية يمكن للتداول الآلي أن يولد أرباحاً بمعدلات سريعة ومتكررة أكبر بكثير من قدرة التداول البشري.
تعتمد مجموعات التعليمات المحددة على التوقيت أو السعر أو الكمية أو أي نموذج قائم على حسابات رياضية، وبصرف النظر عن فرص الربح للمتداول فإن التداول الآلي يجعل الأسواق أكثر سيولة والتداول أكثر انتظاماً من خلال استبعاد تأثير المشاعر الإنسانية على أنشطة التداول.
ويعمل التداول الخوارزمي عن طريق قيام برنامج كمبيوتر تلقائياً بمراقبة سعر السهم (ومؤشرات المتوسط المتحرك) ووضع أوامر الشراء والبيع عند استيفاء الشروط المحددة.
بهذه الطريقة لم يعد المتداول بحاجة إلى مراقبة الأسعار والرسوم البيانية المباشرة أو تقديم الأوامر يدوياً، إذ يقوم نظام التداول الخوارزمي بذلك تلقائياً عن طريق تحديد فرصة التداول بشكل صحيح، ويحدث ذلك وفقاً لبيانات تاريخية مُعدة ومحفوظة مسبقاً.
إيجابيات وسلبيات التداول الخوارزمي
يتيح الاعتماد على الخوارزميات أفضل تنفيذ لعمليات التداول، فغالباً ما يتم تنفيذ الصفقات بأفضل الأسعار الممكنة، أيضاً يتميز التداول الآلي بسرعة الاستجابة ل تحركات السوق، فتوضع أوامر التداول بشكل فوري ودقيق عند المستويات المطلوبة في الوقت المناسب، فضلاً عن تقليل الخطأ البشري وتجنيب المشاعر الإنسانية والتقدير الفردي.
وعلى الرغم من الاعتماد على بيانات تاريخية ضخمة تجعل من التداول الخوارزمي شيئاً مضموناً، إذ يعتمد على البيانات المُعدة والمحفوظة على مدار السنين للتنبؤ بحركة السوق المستقبلية، فإنه يفتقر للحكم البشري المطلوب عند حدوث اضطرابات غير متوقعة في السوق، والمعروفة باسم «أحداث البجعة السوداء»، ما قد يؤدي إلى خسائر للمتداولين الخوارزميين، بالإضافة لاعتماد هذا النظام من التداول على التكنولوجيا، بما في ذلك برامج الكمبيوتر وشبكة الإنترنت عالية السرعة، لذلك فإذا كانت هناك مشكلات فنية أو أعطال فقد يؤدي ذلك إلى تعطيل عملية التداول ويؤدي إلى خسائر.
تأثير الخوارزميات على السوق
يمكن أن يكون للتداولات الخوارزمية الكبيرة تأثير كبير على أسعار السوق، ما قد يؤدي إلى خسائر للمتداولين الذين لا يستطيعون تعديل صفقاتهم استجابة لهذه التغييرات، ويُشتبه أيضاً في أن التداول الخوارزمي يؤدي إلى زيادة تقلبات السوق في بعض الأحيان، حتى إنه يؤدي إلى ما يسمى بالانهيارات السريعة.
تداول صناديق التحوط المرتقب
يتوقع بنك «يو بي إس» أن تضرب الأسواق قريباً موجة من التدفقات الخارجة تقدر بنحو 30 مليار دولار، ما قد يؤدي إلى تفاقم الحركة الهبوطية في الأسهم، إذ تبدأ صناديق التحوط في موجة بيع للأسهم ومتابعة الأداء السلبي لعمليات البيع.
وقد انخفضت الأسهم الأميركية بنسبة 3.6 في المئة في الفترة من يوليو تموز إلى سبتمبر كانون الأول، وهو أول انخفاض فصلي لها في عام 2023، إذ يواجه المستثمرون احتمالات بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول ويزيد ارتفاع أسعار النفط من مخاوف التضخم.
تختلف استراتيجيات الاستثمار المتبعة من قبل مستشاري السلع، عن اختيار صناديق التحوط للأسهم من حيث إن الأخيرة تتبع حركة الأسهم، بدلاً من تكوين فكرة حول ما إذا كان سعر سهمها مرتفعاً جداً أو منخفضاً.
ويقدر حجم سوق الأسهم الأميركية بنحو 46.2 تريليون دولار، وفقاً لجمعية صناعة الأوراق المالية والأسواق المالية.