تتدفق الأموال إلى الصناديق المتداولة في البورصة التايوانية، حيث يتدافع المستثمرون لأخذ حصتهم من سلسلة توريد الذكاء الاصطناعي.. التكنولوجيا التي تُعدّ الكنز الأكبر للمستثمرين وسط توقعات بوصول قيمتها السوقية إلى تريليوني دولار بحلول العام 2030.
التدفق جاء في تايوان لكونها نقطة اشتعال جيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة، والسبب الرئيسي لهذا النزاع هو الذكاء الاصطناعي الذي تُعدّ تايوان رائداً فيه لاحتضانها أكبر شركة أشباه موصلات في العالم تي إس إم سي.
تدافع المستثمرين إلى الصناديق المتداولة في البورصة التايوانية زاد من حذر المحللين والهيئات التنظيمية في الوقت الذي أصبح فيه أداء القطاع متقلباً.
فأدى الاندفاع نحو الصناديق المتداولة في البورصة إلى تغيير هيكل الملكية لسوق الذكاء الاصطناعي.
ويخشى المنظمون ومديرو صناديق الاستثمار المتداولة أن المستثمرين الأقل تمرساً الذين يستغلون حمى الذكاء الاصطناعي يمكن أن ينتهي بهم الأمر إلى خسائر فادحة إذا ساءت الأسواق أو اندلعت التوترات مع الصين.
وبدءاً من شهر مارس آذار، بلغت قيمة قطاع صناديق الاستثمار المتداولة في تايوان 4.74 تريليون دولار تايواني (145.8 مليار دولار أميركي)، وفقاً لبيانات لجنة الرقابة المالية في الجزيرة (FSC).
ويمثل هذا ارتفاعاً بنسبة 77 في المئة على العام السابق، مقابل ارتفاع بنسبة 20 في المئة في قيمة مؤشر الأسهم القياسي خلال الفترة نفسها، ما يشير إلى تدفقات كبيرة.
وقد ساعدت سرعة الاستثمار والأموال المقترضة في دفع السوق إلى الارتفاع، لكن على الجانب الآخر، يقول مديرو الأموال إن ذلك قد يزيد من خطر حدوث انعكاس كبير.
وتشمل صناديق الاستثمار المتداولة أدوات تتبع المؤشرات واسعة النطاق، وصناديق توزيعات الأرباح، والصناديق المواضيعية والقطاعية، وتحظى بشعبية لدى المستثمرين الأجانب والمحليين على حد سواء.
وقد ظهرت مخاطر الاستقرار عندما أدّت التوترات في الشرق الأوسط والتحذير من تقييد الطلب العالمي من شركة تي إس إم سي الرائدة في السوق إلى موجة من بيع أسهم الرقائق.
وفي 19 أبريل نيسان الماضي، أغلق المؤشر القياسي مسجلاً تراجعاً بنسبة 3.8 في المئة، وخسر 774 نقطة، وهو أكبر عدد خسره في يوم واحد.
وأظهرت بيانات البورصة ثاني أكبر صافي بيع من قبل المستثمرين الأجانب على الإطلاق، إذ كانت صناديق الاستثمار المتداولة من بين أربعة من الأسهم العشرة الأكثر مبيعاً.
وقد نشرت وسائل الإعلام التايوانية تقارير عن طلاب وحتى راهبات بوذيات يستخدمون صناديق الاستثمار المتداولة للعب في سوق الأوراق المالية والمستثمرين الذين يرهنون منازلهم للمشاركة في الارتفاع.
ويعتبر فرانك هونغ، مدير فندق في تايبيه، التداول في صناديق الاستثمار المتداولة استثماراً مناسباً لا يرى فيه سوى القليل من المخاطر، إذ وجد نشاطاً جانبياً مربحاً من خلاله حتى الآن.
وقال «إنه استثمار يحلق عالياً في ظل طفرة الذكاء الاصطناعي، ويقدم عوائد عالية، ويناسب الأشخاص المشغولين مثلي».
من المؤكد أن الهوس بصناديق الاستثمار المتداولة يعكس واحدة من أسهل الطرق للوصول إلى السوق، التي يُنظر إليها على أنها توفر نافذةً مربحة لمواد الحوسبة الخام التي وعدت شركات التكنولوجيا الكبرى بشرائها في سعيها لتنمية أعمال الذكاء الاصطناعي.
وقال بيتر هونغ، مدير صندوق كابيتال تي آي بي كستيمازيد (Capital TIP Customized) تايوان للأرباح والنمو للنمو عالي التقنية، «بشكل عام، يرى المستثمرون أن صناديق الاستثمار المتداولة هي استثمارات ستكون مربحة دائماً، وهذا ليس صحيحاً بالضرورة».
وأضاف «ومع ذلك، على المدى الطويل من المتوقع أن تتجه صناديق الاستثمار المتداولة في تايوان والولايات المتحدة في هذا القطاع إلى الاتجاه الصعودي بشكل موثوق بسبب الإمكانات الهائلة للتطبيقات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي».
وبالرغم من ذلك، إذا بدأ فعلاً الاتجاه الصعودي لصناديق الاستثمار المتداولة، فإن أولئك الذين اشتروا صناديق الاستثمار المتداولة في الأوقات الجيدة قد يكونون أول من يخرج من الباب، أو قد يقع أصحاب الاستدانة المفرطة في شرك استثمارات لم يعودوا قادرين على تحملها.
وقال أدريان وانغ، نائب الرئيس الأول لشركة كاثاي سكيوريتيز إنفستمنت ترست (Cathay Securities Investment Trust) «إن صناديق الاستثمار المتداولة تتبع في الغالب السوق الأوسع، ما يجعلها عرضة للخطر وغير محمية عندما تكون هناك تقلبات في السوق».
(المصدر: رويترز)