السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، يوم قلب الأوضاع رأساً على عقب في منطقة الشرق الأوسط، وفاقم بآثاره السلبية على المنطقة، تداعيات أسعار الفائدة المرتفعة وتأثيرها على الوضع الاقتصادي العالمي بشكل عام، لا سيما في الأسواق العربية.
وبعد نحو 7 أشهر على الحرب، يرى قادة أسواق المال العربية خلال حديثهم إلى «CNN الاقتصادية» أن آثار هذه التوترات، سبق أن أرخت بثقلها على سوق الأسهم، وهي اليوم تسلك مسار الانحسار.
كيف أثرت التوترات الجيوسياسية على الأسواق العربية؟
نستطيع القول إن التوترات الجيوسياسية التي أعقبت أحداث السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي، أتت بظلالها على الأسواق، وأن سوق الأسهم ستشهد نشاطاً مميزاً في الفترة المقبلة، حسبما أشار عبدالعزيز ناصر العمادي، الرئيس التنفيذي بالوكالة في بورصة قطر، في حديثه إلى «CNN الاقتصادية».
وأضاف العمادي، أن تأثيرات ارتفاع أسعار الفائدة عالمياً، كذلك انتهت تداعياتها، ومن المفترض أن نشهد في الفترة المقبلة تحسناً في سوق الأسهم بالتوازي مع التيسير النقدي المرتقب.
من جهته، قال الشيخ خليفة بن إبراهيم آل خليفة، الرئيس التنفيذي في بورصة البحرين، إن التوترات الجيوسياسية خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، هي أمر لطالما اعتدنا عليه، وفي حين كانت الحرب الروسية الأوكرانية إيجابية على منطقتنا، حيث نزح بسببها جزء كبير من الرأسمال الغربي تجاه الأسواق العربية، فإنه لا شك أن الحرب بين إسرائيل وحماس، عادت وقلصت هذه المكاسب، لكن ليس لفترة طويلة، مشيراً إلى أن آثارها ظلت مرحلية وتركزت على قطاعات معينة فحسب.
وتابع أن نسبة التخارج من الأسواق العربية لم تكن كبيرة.
سوق الأسهم في فلسطين وتل أبيب
لفت سمير حليلة، الرئيس التنفيذي لبورصة فلسطين، التي يمتلك الأجانب فيها الحصص الأكبر، إلى أن تخارج المستثمرين الأجانب من السوق الفلسطينية إثر الحرب في غزة لم يتجاوز 6 إلى 7 ملايين دولار، وأن حجم السوق تراجع بشكل طفيف من نحو 5 مليارات دولار، إلى 4.4 مليار دولار.
وفي المقابل، رجّح حليلة، في حديثه إلى «CNN الاقتصادية» أنه رغم التحسن الذي شهدته بورصة تل أبيب مع نهاية العام الماضي، فإن التداعيات التي ستترتب على الحرب، ستكون بعيدة المدى، ولا بد أن إسرائيل ستشهد هجرة كبيرة للمستثمرين الأجانب الذين لا يناسبهم وضع أموالهم في أماكن نزاع وبلدان غير مستقرة.
في خلاصة الأمر، يبدو أن قادة أسواق المال العربية الذين اجتمعوا في قطر ضمن اتحاد أسواق المال العربية، متفائلون حيال المستقبل القريب، ويرون أن آثار التوترات الجيوسياسية آخذة بالانحسار، لكن توقعاتهم هذه، لا بد ستبقى رهناً بالتطورات الأمنية التي ستشهدها منطقة الشرق الأوسط في الفترة المقبلة.