تباين أداء الأسواق المالية خلال تعاملات يوم الاثنين عقب قرار الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، ما أثار حالة عدم يقين بشأن مستقبل اقتصاد البلاد.

وأعلن بايدن تأييده نائبته كامالا هاريس لخلافته مرشحةً للحزب الديمقراطي، في قرار استثنائي يقلب المشهد الانتخابي رأساً على عقب، بينما يقيم المستثمرون تداعيات السياسات الاقتصادية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب على الأسواق.

وقال بريان جاكوبسن، كبير الاقتصاديين لدى بروكفيلد، «هذه منافسة مرة أخرى، إذا بقي بايدن في السلطة، لكانت الاحتمالات تميل بشكل متزايد ليس لصالح فوز ترامب فحسب، بل لصالح اكتساح الجمهوريين، الآن يعود السباق مرة أخرى».

وأضاف جاكوبسن في تصريحات لوكالة رويترز «يعيد المستثمرون تقييم احتمالات النتيجة، وهذا يعني أن الشركات الصغيرة والشركات المالية والطاقة والعملات المشفرة يمكن أن تشهد تراجعاً بسيطاً، لكن ترامب لا يزال يتمتع بالميزة».

من جانبها، قالت جينا بولفين، رئيسة مجموعة بولفين لإدارة الثروات «إن تنحي بايدن هو مستوى جديد تماماً من عدم اليقين السياسي، وقد يكون هذا حافزاً لتقلبات الأسواق المالية».

الدولار الأميركي

تراجع الدولار الأميركي في رد فعل أولي على قرار انسحاب بايدن، وهبط مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسية- بنحو 0.11 في المئة عند 104.24 نقطة.

كما انخفض الدولار مقابل الين الياباني 0.08 في المئة إلى 157.38 ين في المعاملات الآسيوية المبكرة، في حين صعد اليورو مقابل الدولار 0.11 في المئة إلى 1.0895 دولار.

يرى مارك أوستوالد، كبير الاقتصاديين لدى إيه دي إم سيرفسيس أن قرار انسحاب بايدن قد يغير منظور تفوق ترامب والجمهوريين، وأن كلا المرشحين الآن سيكونان متقاربين، مشيراً إلى أن احتمالات فوز الحزبين الجمهوري والديمقراطي ستكون مهمة لتوقعات الدولار والعجز الأميركي لأن الأمر يتعلق بالتشريعات وتمرير التشريعات.

في غضون ذلك، كشف عدد من استطلاعات الرأي في أوائل الشهر الجاري أن كامالا هاريس لديها فرص أفضل من بايدن في المنافسة مع دونالد ترامب، وأشار استطلاع أجرته شبكة CNN ونشرت نتائجه في الثاني من يوليو تموز إلى أن الناخبين يؤيدون هاريس بنسبة 45 في المئة مقابل 47 في المئة لترامب، وهو فارق يدخل ضمن هامش الخطأ في الاستطلاع.

الذهب والنفط

استقرت أسعار الذهب الفورية عند 2401.03 دولار للأوقية، في حين ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم أغسطس بنحو 0.14 في المئة عند 2402.50 دولار للأوقية، بالتزامن مع استمرار الأسواق في تقييم الموقف الأميركي في الانتخابات الرئاسية.

ويقول مايكل براون، محلل الأسواق في بيبرستون، «أتصور أننا سنشهد عزوفاً عن المخاطرة، نتيجة حالة عدم اليقين المتزايدة هذه، ولكن لا يزال أمامنا أربعة أشهر قبل الانتخابات الرسمية»، مشيراً إلى أن الأسواق كانت تتوقع بالفعل انسحاب بايدن من السباق الانتخابي خلال الأسابيع الأخيرة.

على جانب آخر، تراجع العقود الآجلة للفضة تسليم سبتمبر بنسبة 0.68 في المئة عند 29.10 دولار للأوقية، فيما هبط سعر البلاتين للتسليم الفوري بنسبة 0.11 في المئة عند 961.50 دولار، بينما ارتفع سعر البلاديوم بنسبة 0.95 في المئة عند 914.94 دولار.

وعن النفط، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت في تعاملات الصباح بنحو 0.41 في المئة عند 82.97 دولار للبرميل، في حين صعدت عقود الخام الأمريكي بنحو 0.42 في المئة عند 80.47 دولار للبرميل.

الأسواق الآسيوية

تزامن إعلان انسحاب بايدن ومخاوف الأسواق الآسيوية من تزايد فرص فوز ترامب مع إعلان بنك الشعب الصيني خفض أسعار الفائدة في قرار مفاجئ، بواقع 10 نقاط أساس على الإقراض والإيداع.

ووسط مخاوف بشأن مستقبل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تراجعت أسواق آسيا والمحيط الهادئ يوم الاثنين، إذ أغلق مؤشر شنغهاي المركب على انخفاض بنحو 0.61 في المئة، مع تراجع مؤشر نيكاي الياباني بنحو 1.16 في المئة، وانخفاض الأسهم الكورية الجنوبية 1.14 في المئة، في حين ارتفع مؤشر هانغ سينغ في بورصة هونغ كونغ.

وذكرت رونا أوكونيل، رئيسة تحليل السوق في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا لدى ستونكس لرويترز، «أرى أن كل شيء على المدى القصير لا يزال معلقاً في ما يتعلق بترشيح الحزب الديمقراطي، ولكن من الممكن أن يضع ذلك بعض المكابح على قاطرة ترامب».

الأسهم الأميركية والسندات

ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في مستهل التعاملات المبكرة يوم الاثنين قبل افتتاح السوق، وزادت عقود مؤشر داو جونز الصناعي الآجلة بواقع 32 نقطة، كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنحو 14 نقطة، في حين صعدت عقود مؤشر ناسداك 100 نحو 93 نقطة.

في غضون ذلك، هبط عائد السندات لأجل 10 سنوات بنحو 2.9 نقطة أساس عند 4.209 في المئة، بينما تراجع عائد السندات لأجل عامين إلى 4.502 في المئة.

وقال جاك ماكنتاير، مدير محافظ استثمارية للدخل الثابت في براندي «أعتقد بشكل عام أن هذا سيكون إيجابياً بشكل مؤقت للأسواق، وبخاصة سوق السندات»، مشيراً إلى أن تشكيل حكومة أميركية منقسمة يدعم الطلب على السندات.

على جانب آخر توقع إليس فيفر، استراتيجي السوق لدى ريموند جيمس، أن حالة عدم اليقين ستؤثر سلباً على الأسواق، وقال «أعتقد أن سوق السندات ستنتهي على الأرجح في الجانب السلبي».

العملات المشفرة

جاء انسحاب بايدن ليدعم البيتكوين وسوق العملات المشفرة عامة، إذ دأب ترامب على دعم العملات المشفرة مؤخراً، وكان ترامب أعلن في كلمة خلال فعاليات المؤتمر الوطني التحرري في واشنطن، نهاية مايو أيار الماضي، أن مستقبل العملات المشفرة والبيتكوين سيتم صنعه في الولايات المتحدة الأميركية، فيما يعد مضاعفة لوعوده حول دعمه العملات المشفرة.

وقفزت عملة البيتكوين أعلى 68 ألف دولار خلال تعاملات يوم الأحد مستفيدة من التفاؤل بارتفاع فرص فوز دونالد ترامب المرشح الجمهوري، لكنها تتداول في بداية تعاملات الاثنين على انخفاض بنسبة 0.35 في المئة عند 67236.25 دولار.

هذا وهبطت عملة الإيثريوم -ثاني أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية- بنحو 0.36 في المئة عند 3472.46 دولار، بينما انخفضت عملة بينانس BNB بنحو 0.67 في المئة عند 592.62 دولار.

في غضون ذلك، لا تزال الأسواق تقيِّم المشهد على أن تدلي هاريس بتصريحات في ساوث لون الساعة 3:30 مساءً بتوقيت غرينتش لاحقاً اليوم الاثنين في احتفال لبطولة فرق الكليات لكرة القدم لعام 2023-2024.