ثورة الذكاء الاصطناعي التي نحياها هذه الأيام في تطور هائل وتحديث لا يتوقف، ويبقى انتشاره بشكلٍ أوسع مرهوناً بحلول وتكنولوجيات متطورة وعملية وقليلة التكاليف.
ويأتي إطلاق أسرع منصة استدلال ذكية في العالم «سامبا نوفا كلاود»المدعومة بشرائح SN40L الذكية ليسهل انتشار الذكاء الاصطناعي وتبنيه من قبل الشركات خاصة أنها تعتبر «أقل تكلفة وتعقيداً من شرائح H100 من إنفيديا».
ويتوقع الخبراء أن استخدام هذه الرقائق السريعة سيسهّل على الشركات عمليات إدماج بياناتها وتحليلها وسيقلل من التكلفة والتعقيد في استخدامات نماذج اللاما الذكية من ميتا.
وتتيح هذه المنصة تشغيل نماذج اللغات الكبيرة Llama 3.1 70B بسرعة 461 رمزاً في الثانية و405B بسرعة 132 رمزاً في الثانية بدقة كاملة وفاعلية أكثر.
ما يطرح تساؤلات حول المنافسة المقبلة في صناعة الرقائق الذكية وما إذا كانت إنفيديا ستحافظ على صدارتها في هذا المجال، خاصة وأن الرقائق القائمة على وحدات معالجة الرسومات تتطلب حوسبة أكبر واستهلاك مكثف للطاقة.
وتسيطر هذه الوحدات على ما بين 80 و95 في المئة من سوق رقائق وحدات معالجة الرسومات وكان آندي جاسي الرئيس التنفيذي لأمازون قد أشار مؤخراً إلى أنه لن يكون هناك شريحة واحدة تلبي احتياجات سوق الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع مع زيادة الطلب على الرقائق المخصصة للذكاء الاصطناعي تصاعد المنافسة بين الشركات المبتكرة لهذه الرقائق.
توفير في التكلفة والحوسبة
ويقول رودريغو ليانغ الرئيس التنفيذي لشركة سامبا نوفا سيستمز في لقاء خاص مع CNN الاقتصادية، إن سامبانوفا السحابية هو «نموذج قائم على الاستهلاك لأفضل نموذج مفتوح المصدر وأكثره دقة وأداء في العالم.. الأمر الذي يتيح للمطورين من أنحاء العالم كافة الحصول على واجهة برمجة تطبيقات مجانية والبدء في التعامل مع أفضل النماذج دون الحاجة إلى شراء وحدات معالجة الرسومات، أو شراء مراكز البيانات، أو تدريب النماذج».
ما يوفر استهلاكا أقل نسبياً من الحوسبة والذاكرة لأداء التدريب والاستدلال.
وكشف ليانغ أنه منذ الإطلاق التجريبي للمنصة قبل شهور في أميركا والأسواق الخارجية زاد الإقبال عليها أربعة وخمسة أضعاف لا سيما من قبل المصارف والشركات المالية.
عرش إنفيديا
وتعتبر الرقائق التقليدية المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي محدودة في التعامل مع الخوارزميات الثقيلة على البيانات ومع أنواع متعددة من الأحمال الحسابية لا تلبي احتياجات السوق كافة.
وقال ليانغ إن المنافسين لا يقدمون نموذج 405B للمطورين بسبب رقائقها غير الفعّالة، فالذين يعملون على وحدات معالجة الرسومات Nvidea يقللون من دقة هذا النموذج ويشغلونه بسرعات بطيئة غير قابلة للاستخدام، وتواجه إنفيديا اليوم تحديات متعلقة بالكفاءة والتكلفة والدعم البرمجي.
وعلّق ليانغ «إنفيديا قامت بعمل رائع في بناء النظام البيئي للذكاء الاصطناعي.. العديد من الأشخاص قاموا بتدريب النماذج من الصفر باستخدام وحدات معالجة الرسومات للفيديو GPU، لكن العالم يتجه نحو الإنتاج ومن خلال الإنتاج، فنحن بحاجة إلى الحجم وفاعلية الطاقة والتكلفة.. وهذا ما لا توفره حوسبة إنفيديا»
الأمر الذي يفسح المجال لدخول لاعبين جدد مثل سامبانوفا هو برأيه المصدر البديل والموثوق لإنفيديا «لأخذ دور متزايد في هذا القطاع خاصة وأنه يوفر 10 أضعاف من الإنتاجية ويقلل عشر مرات من التكلفة»
وشرح «نحن اليوم في (سامبا نوفا) قلبنا المعادلة بمقدار عشرة أضعاف، وبالتالي فإن إجمالي عدد الرقائق المطلوبة لتشغيل هو عشر العدد المطلوب للتشغيل عبر وحدات معالجة الرسومات.. وبالتالي، فأنت لا تقوم فقط بتبسيط التكلفة وترشيد الطاقة، ولكنك تقوم أيضاً بتبسيط سلسلة التوريد الخاصة بك».
وأفاد ليانغ بأن الذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي Real Time AI هو الموجة الذكية المقبلة وأن الشركات تحتاج إلى الرقائق السريعة للتكيف مع هذه المتغيرات.
وتدرس سامبا نوفا إمكانية الاستثمار المباشر في منطقة الشرق الأوسط، ونسج شراكات مع الحكومات المحلية لتطوير الذكاء الاصطناعي السيادي، خاصةً وأن الشركة تعد مزوداً للتحول الرقمي الذكي في كل من (أرامكو، وإس تي سي وتمكين).
ومع تزايد الطلب على السرعة والدقة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي تدخل صناعة الرقائق مرحلة جديدة من التنافس والابتكار، ويبدو أن الغلبة ستكون لمَن يستطيع تحقيق التوازن المثالي بين الكفاءة والتكلفة والاستخدام المسؤول للذكاء