إنه زمن التساؤلات حيال توجه الأسواق، وسط تعاظم التوترات الجيوسياسية التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، لا سيما بعد تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل، وتنامي التهديدات باستهداف منشآت النفط الإيرانية.

أسعار النفط.. إلى أين؟

ربحت أسعار النفط نحو 10 دولارات خلال 24 ساعة هذا الأسبوع، بعد إطلاق مئات الصواريخ الباليستية من إيران نحو إسرائيل، وتوعد الأخيرة بالرد باستهداف منشآت النفط في طهران.

فمن جهة، توقع بنك مورغان ستانلي أن تتجه أسعار برميل النفط نحو 80 دولاراً، مقابل توقعات سابقة عند 75 دولاراً للبرميل.

أما بنك غولدمان ساكس، فقد رجّح أن تستفيد أسعار النفط من التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط بحيث يمكن أن ترتفع إلى 90 دولاراً للبرميل فيما يخص خام برنت، مفيداً بأن تعطل الإمدادات الإيرانية قد يرفع منسوب القلق في الأسواق، خصوصاً أن إنتاجية إيران عادت لتقترب من طاقتها الإنتاجية القصوى في الفترة القريبة الماضية.

وفي هذا الصدد، لم يستبعد وائل مكارم، كبير استراتيجيي الأسواق في شركة «إكسنس» هذا السعر، قائلاً في حديث لـ«CNN الاقتصادية» إن الأمر برمته متوقف على مدى تصاعد هذه التوترات الجيوسياسية وكيفية الرد الإسرائيلي على طهران.

هذا الرأي شاركه أحمد أيوب، مدير العمليات في «ترايدرز هب»، قائلاً إن مستوى 90 دولاراً أمر وارد جداً.

بخلاف ذلك، يرى رائد الخضر، رئيس قسم الأبحاث في شركة «إيكويتي» أن مستوى 90 دولاراً ليس وارداً حتى بحال تصاعد التوترات في المنطقة، وذلك بسبب ضعف الطلب العالمي لا سيما من الصين، التي لم تشهد النمو الاقتصادي المتوقع، مضيفاً أن المستويات الحالية حال ظلت مستمرة، هي بحد ذاتها «إنجاز كبير لأسواق النفط».

ورجح أن تتراوح الأسعار في الفترة القريبة المقبلة بين 75 دولاراً إلى 78 دولاراً لخام برنت و71 دولاراً للبرميل لخام غرب تكساس الأميركي.

أسعار الذهب.. إلى أين؟

بعد توقعات بنك مورغان ستانلي ببلوغ أونصة الذهب مستوى 2700 دولار أواخر 2024، والصعود الكبير للمعدن الأصفر الذي ربح أكثر من 39 في المئة على مدار عام كامل ليكون من أفضل الأصول أداءً، مسجلاً مستويات تاريخية فوق 2600 دولار للأونصة، قال رائد الخضر إن مستوى 2700 ليس مستبعداً على الإطلاق وسط العزوف عن شهية المخاطرة بفعل التوترات الجيوسياسية من جهة، وأداء الاقتصاد الكلي المتراجع من جهة أخرى.

ولفت إلى أن أسعار الذهب قد تسلك في الفترة القليلة المقبلة مساراً تصحيحياً قد يهبط به إلى مستويات تقارب 2580 دولاراً، لكنه قد يعود بعد ذلك للارتفاع إلى مستويات تقارب 2830 دولاراً.

في المقابل، يرى وائل مكارم أن الفضة قد يشهد أداءً أفضل من المعدن الأصفر وسط تهافت المستثمرين على الشراء طمعاً بتحقيق مكاسب كبيرة، على قاعدة أن الذهب سبق أن بلغ مستويات قياسية مرتفعة، في ما التعويل على الفضة يبقى في الدرجة الأولى لسعر الرخيص وإمكانية ارتفاعه الكبيرة بحيث يرجّح وصوله إلى مستويات قد تقارب 49 دولاراً للأونصة كما حصل عام 2014، وبذلك يسعى المستثمرون لتحقيق مكاسب أكبر من تلك التي قد يعود بها الذهب.

أسعار بيتكوين.. إلى أين؟

قال وائل مكارم، إن الهامش السعري الذي تحوم حوله بيتكوين في الفترة الماضية بين مستويات 55 و65 ألف دولار إلى 70 ألف دولار، ناتج عن تراكم الطلب من جهة، وجني الأرباح عن أعلى سعر من جهة أخرى، خصوصا وسط الدعم الذي تتلقاه أكبر عملة مشفرة بالعالم من صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين.

من جهته، حسم الخبير رائد الخضر أن وصول بيتكوين إلى 100 ألف دولار مربوط بوصول الرئيس السابق دونالد ترامب إلى الرئاسة مجدداً، وهذا قد يحصل في حال ارتفاعها أيضاً إلى مستويات تقارب 80 ألف دولار في الأسابيع الأولى للانتخابات الرئاسية الأميركية.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تستعد للرد على الهجوم الصاروخي الذي قامت به إيران بعد إطلاقها الثلاثاء الماضي صواريخ باليستية، بعض منها اخترق الدفاعات الجوية الإسرائيلية.