مع اقتراب قمة (كوب 28) التي تستضيفها الإمارات في 30 نوفمبر تشرين الثاني الجاري، تتوجه الأنظار إلى دبي، خاصة إلى مدينة إكسبو، حيث يتوافد الرؤساء وصناع القرار لحضور الاجتماع المناخي الموعود، فبعد غضب الطبيعة الذي أظهرته الكوارث الطبيعية المتتالية، أصبح الحديث عن تغيُّر المناخ في صدارة المشهد.

في إطار تغطية «CNN الاقتصادية» قمة (كوب 28)، توجهنا إلى مدينة حماة السورية لمعرفة معاناتها جرّاء موجات الجفاف المكثفة التي شهدتها.

في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، قال عبدالقادر عثمان أبو يوسف، وهو راعي غنم في السبعين من عمره من سهل الروج «كنا نشهد تساقط الأمطار من تشارين (شهري أكتوبر ونوفمبر)، اليوم حتى في كوانين (شهري ديسمبر ويناير) لا نشهدها».

يحدّق أبو يوسف في أغنامه وأغنام أولاده المتبقية يومياً بعد أن خسر نصفها بسبب الجفاف الذي تعيشه سوريا، والذي ازداد شدة بعد صيف 2021، يشعر بالحزن والأسف على الوضع الحالي للمنطقة والأرض المحيطة بها «الأمر مؤسف للغاية، إن خسرنا هذه الثروة خسرنا مصدر رزقنا»، على حد قوله.

انخفض عدد الأغنام بشكل كبير مقارنةً بالماضي، وتحولت الأراضي الخضراء المورقة المحاطة بالمياه إلى تضاريس جافة ومتشققة.

الجفاف في سوريا أول تداعيات تغيّر المناخ

وقد ظهرت تداعيات تغيُّر المناخ في بلدان عربية عدة، وكانت سوريا في مقدمتها، إذ شهدت موجات جفاف شديدة أدت إلى هجرة عشرات الآلاف من مناطقهم في شمال شرق البلاد، ويعيش المهاجرون في ظروف حياتية صعبة، كما يشكلون ضغوطاً شديدة على الخدمات الأساسية في المدن التي نزحوا إليها والمزدحمة سكانياً.

بحسب مركز كارنيغي للدراسات، عانت سوريا ثلاث موجات جفاف منذ عام 1980، كان أشدها بين 2006 و2010، بحسب دراسة لمنظمة باكس للسلام الهولندية، لكن في صيف عام 2021 شهدت سوريا مستويات قياسية منخفضة من هطول الأمطار، وتراجعاً حادّاً في تدفق المياه إلى نهر الفرات، انعكس ذلك على تربية الماشية، إذ لم يكن هناك أي نمو في الغطاء النباتي في ربيع وصيف العام 2021، ما يعني أن مئات الآلاف من الأغنام والأبقار والماعز والإبل تفتقر إلى المراعي والوصول إلى مصادر المياه.

تضيف الدراسة أن «المجتمعات الرعوية في سوريا تكافح بشكل متزايد، مع تأثير تغير المناخ مع انخفاض أسعار الماشية، والظروف الجوية المتقلبة التي تؤثر على أسعار الماشية، ما يدفع هذه المجتمعات إلى حافة الفقر».

وتعني موجات الجفاف انتهاء الرعي الطبيعي، وذلك يحرم الماشية من الفيتامينات والمناعة المكتسبة، ما يجعلها معرّضة للإصابة بمختلف أنواع الحمى مثل المالطية والقلاعية والزائلة، بالإضافة إلى إصابتها بنقص الأملاح والديدان الكبدية ومرض دودة الرأس والجرب وداء الباستوريلات.