لم يسلم العراق من تداعيات تغيّر المناخ، إذ شهدت بحيرات عدة في المناطق الجنوبية شحاً غير مسبوق وارتفاعاً في ملوحتها، ما أدّى إلى نفوق الأسماك بشكل كبير خاصة في البصرة وميسان، وانتشرت صور كثيرة لنفوق الأسماك في شهري يوليو وأغسطس المنصرمين بعد أن وصلت الحرارة فيهما إلى درجات غير مسبوقة، بحسب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
«إلى أين نذهب؟ لا أعلم.. خسرنا السمك والسياحة والمياه»، كلمات محزنة قالها رزاق جبار، صياد أسماك عراقي مقيم في منطقة الأهوار في مقابلة مع «CNN الاقتصادية».
وتابع قائلاً إنه كان يصطاد ما يقارب الـ240 كيلوغراماً من الأسماك المتنوعة، لكنه لا يصطاد اليوم سوى 40 كيلوغراماً.
تغيّر المناخ في العراق
وفقاً لتوقعات مؤشر الإجهاد المائي، وهو مقياس لندرة كمية المياه العذبة المتجددة المتوفرة لكل شخص في كل عام من إجمالي الموارد المائية المتاحة لسكان المنطقة لعام 2019، فإن العراق سيكون أرضاً بلا أنهار بحلول عام 2040، ولن تصل مياه النهرين إلى المصب النهائي في الخليج العربي.
يبلغ إجمالي معدل الاستهلاك لكل الاحتياجات في العراق نحو 53 مليار متر مكعب سنوياً، بينما يحتاج العراق إلى 70 مليار متر مكعب لتلبية احتياجاته، وتُقدر كمية مياه الأنهار في المواسم الجيدة بنحو 77 مليار متر مكعب، وفي مواسم الجفاف بنحو 44 مليار متر مكعب.
تأثير السدود على المياه في العراق
يعاني العراق من انخفاض ملحوظ في منسوب نهري دجلة والفرات، بسبب إقامة سدود في تركيا وقطع إيران بعض الروافد التي تغذي نهر دجلة.
وتقوم تركيا بملء سد إليسو العملاق، إذ من المتوقع أن يخفّض من حصة العراق من تدفق نهر دجلة من نحو 738 مليار قدم مكعبة إلى 343 مليار قدم مكعبة سنوياً.
ويجري نحو 30 في المئة من التدفق السنوي لنهر دجلة من إيران، حيث من المقرر أن يكتمل سد داريان هذا العام، ما سيقلل -بحسب خبراء- من تدفق المياه عبر نهر سيروان بنسبة تصل إلى 60 في المئة ويترك العديد من مناطق وسط وجنوب العراق دون إمدادات كافية.