أصبح المستثمرون أكثر إدراكاً لأهمية المدن المستدامة، فعلى سبيل المثال قالت سي هولدينغ، وهي شركة تطوير عقاري تعمل في الخليج، إن وحداتها المستدامة في جزيرة ياس بأبوظبي بيعت كاملةً خلال 24 ساعة فقط.

فالمدن المستدامة ليست مجرد هدف نبيل لمخططي المدن وعشاق البيئة، بل هي ضرورية لمكافحة التغيّرات المناخية، بإمكان هذه المدن التخفيف من الفيضانات وموجات الحرارة وحتى انتشار الأمراض من خلال التخطيط الحضري الذكي والمستدام.

وفي محفظة الشركة العديد من المشاريع المماثلة التي يتميّز كل منها عن غيره.

ثلاث مدن مستدامة أخرى

يقول فادي الفارس المدير العام في سي هولدينغ إنه تم إطلاق المدينة المستدامة بدبي عام 2013، تحديداً في دبي لاند، وهي أول مشروع تطوير مستدام تشغيلي في الشرق الأوسط.

وانتقل أوائل السكان إلى هذه المدينة عام 2015، وتشتهر المدينة باستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 60 في المئة من مجمل طاقتها الاستهلاكية.

وأضاف الفارس أنه تم إطلاق المدينة المستدامة في عمان عام 2022 كأول مدينة في العالم تنتج بنيتها التحتية صفر صافي كربون، وتهدف المدينة إلى تحقيق أهداف 2050 لصافي الانبعاثات بحلول عام 2040، وهي عبارة عن مشروع ساحلي يطل على خليج عمان ومشروع مشترك مع الشركة العمانية للتنمية السياحية، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع عام 2025.

وقال «تم إطلاق مدينة الشارقة المستدامة عام 2019، وتقع في منطقة الرحمانية، مع انتقال أول السكان إليها عام 2022، وتعد مدينة الشارقة المستدامة أول مجتمع تشغيلي منخفض الكربون في إمارة الشارقة، وقد تم بناؤها بالشراكة مع هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)».

وتحتاج المدن إلى استثمارات معقولة الحجم حتى تتمكن من النمو بشكل مستدام، فبحسب جمال، كلفت مدينة الشارقة المستدامة نحو ملياري درهم إماراتي ومدينة ياس المستدامة 1.8 مليار درهم، أما المدينة المستدامة في عمان فكان حجم استثمارها 3.7 مليار درهم.

تكنولوجيا تتبع الانبعاثات الكربونية

وهناك تكنولوجيا حديثة من الممكن أن تدخل في تطوير وتشغيل المدن والعقارات بشكل مستدام وفقاً لشركة ساب للتكنولوجيا.

فوفقاً لمروان زين الدين وهو المدير العام لشركة ساب، تحتاج المؤسسات إلى نظام محاسبة لبيانات الانبعاثات الخاصة بها يكون قابلاً للتدقيق وشفافاً وموثوقاً، فبنت ساب تكنولوجيا جديدة تُعرف باسم دفتر الحسابات الأخضر، وتُتيح هذه المبادرة إدارة بيانات الأعمال ومعرفة مكان حدوث الانبعاثات، وتحديد أهداف دقيقة لصافي الصفر، وتحديد مجالات محددة لتأثير إزالة الكربون.

وهذه التكنولوجيا وأخرى سنطلع عليها قريباً في مؤتمر كوب 28 في دبي.. فماذا تتوقعون لمستقبل العقارات المستدامة في المنطقة؟