تقدم شركات بناء المنازل في بريطانيا هدايا مثل السيارات المجانية والإسهام في دفع القروض العقارية في محاولة لتشجيع الاستثمار العقاري بعد أن أدى ارتفاع تكاليف الاقتراض إلى انحسار الطلب فيما تشير بيانات آر.بي.سي كابيتال ماركتس إلى أن هناك عروضاً ترويجية مغرية على واحد من كل خمسة منازل جديدة عرضت للبيع هناك بحلول نهاية شهر أكتوبر.

وشهدت لندن نمواً في أعداد المستثمرين العقاريين من دول الخليج، وبحسب شركة بارات للتطوير العقاري، زادت نسبة هؤلاء المستثمرين 10 بالمئة على أساس سنوي على مدى العامين الماضيين.

ومن المتوقع أن يضخ مستثمرو الشرق الأوسط 3.2 مليار دولار في سوق العقارات في المملكة المتحدة عام 2024، وفقاً لبنك لندن والشرق الأوسط.

وقال بنك لندن والشرق الأوسط إن القوة المالية لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب الرغبة في تنويع الأصول فضلاً عن الاهتمام بالعقارات لأسباب لها علاقة بالجامعات، هي المحركات الرئيسية التي تغذي الاستثمار المتوقع.

وقال مدير المبيعات والتسويق الدولي لشركة بارات ستيوارت ليزلي «هناك تاريخ طويل من اهتمام الخليجيين بعقارات لندن لأسباب عديدة، منها الشراء بغية الاستثمار وتوفير الإقامة لأبنائهم الذين يكملون تعليمهم العالي في العاصمة البريطانية».

وأضاف «في الماضي عندما كانت لدينا مشاريع في وسط لندن كان هناك الكثير من العائلات القطرية التي تشتري استثمارات كبيرة أو استثمارات عالية القيمة.

«الآن، بعد أن نقلنا محفظتنا الاستثمارية من وسط لندن إلى المناطق التي تشهد نمواً من المنطقة رقم 3 إلى 5، حيث نرى المزيد من عوائد الاستثمار والمزيد من نمو رأس المال، نرى نطاقاً أوسع من المستثمرين، ونرى أيضاً مستثمرين من الكويت والبحرين».

ومع فتح خط مترو الأنفاق إليزابيث، الذي يصل جنوب غرب لندن بشمال شرقها، بات الناس يستثمرون في مناطق قريبة من هذا الخط لأنها تحقق أعلى معدلات النمو.

مناطق تجذب أغنياء مجلس التعاون الخليجي

وتعتبر توتينغ إحدى هذه المناطق القريبة من خط إليزابيث، وعلى الرغم من كونها مدرجة في قائمة لونلي بلانيت لأروع 10 أحياء في العالم، فإن أسعار العقارات في توتينغ شهدت زيادة بنسبة 2% فقط على مدى السنوات الخمس الماضية، وهذا يجعل توتينغ خياراً استثمارياً جذاباً وبأسعار معقولة للمستثمرين في دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى ذلك، فإن قربها من الأحياء المرغوبة مثل إيرلسفيلد وواندسوورث يزيد من جاذبيتها، وبلغ متوسط سعر الشقة في توتينغ 582.196 دولار أميركي (480.271 جنيه إسترليني) في عام 2022، مقارنة بـ665.403 دولار أميركي (548.911 جنيه إسترليني) في واندسوورث و626.738 دولار أميركي (517.020 جنيه إسترليني) في إيرلسفيلد، بحسب تقرير من شركة بارات.

أضاف التقرير أن ميل هيل في شمال لندن تعتبر نقطة ساخنة أخرى، فهي واحدة من أكثر المناطق المرغوبة في شمال لندن، وتقع في موقع مركزي بين محطة مترو أنفاق ميل هيل إيست ومركز قرية ميل هيل، وارتفعت أسعار المنازل في منطقة ميلبروك بأكثر من 80 بالمئة خلال عقد من الزمن، وشهدت أسعار الإيجارات في شمال لندن زيادة بنسبة 40 بالمئة.

وهناك منطقة أخرى هي حدائق ويمبلي بارك، حيث كشفت الأبحاث التي أجرتها شركة جيه.إل.إل أن نمو الأسعار قد حقق أكثر من 50% في السنوات العشر الماضية، مع توقع نمو قيمة الإيجار بنسبة 3% على أساس سنوي حتى 2027، ويقع المشروع بالقرب من محطة مترو أنفاق ويمبلي بارك وكذلك ملعب ويمبلي الأسطوري، ومن المقرر أن يوفر مجموعة من الشقق المكونة من غرفة نوم واحدة وغرفتَي نوم ومساحة خارجية خاصة.

وفقاً لليزلي: «عائد الإيجار على مدى العامين الماضيين زاد بشكل ملحوظ، كانت نسبة العوائد الإيجارية نحو ثلاثة ونصف إلى 4%، نشهد الآن عائد إيجار يبلغ 5.5% أو حتى 6.5%، لذا ربما لا تكون لندن السوق الأكثر إثارةً فيما يتعلق بنمو رأس المال، لكنها في الواقع مستقرة للغاية ومرنة للغاية».

تحديات السوق

وذكر ليزلي أنه يرى «أن القدرة على تحمل التكاليف كانت صعبة للغاية، بسبب معدلات التضخم ولأن أسعار الفائدة كانت مرتفعة جداً، لكننا نراها الآن تعود إلى مستوياتها الطبيعية وبدأ الناس في الشراء مرة أخرى في السوق».

وبحسب ليزلي فإن التحدي الذي تواجهه سوق لندن للعقارات هو نقص في المعروض خاصة في سوق المشترين لأول مرة، الأمر الذي يرفع الأسعار.

وبارات شركة تطوير عقارات سكنية رائدة وتتمتع بخبرة تزيد على 40 عاماً في لندن، وتسلم ما يصل إلى 2000 وحدة كل عام.